التاريخ الإنساني يتحدث كل يوم عن موقف جديد، ومشهد متجدد من المواقف الإنسانية الراسخة والثابتة التي تؤكدها مملكة الخير على أرض الواقع قولاً وفعلاً، من خلال مواقفها الكريمة تجاه الإنسان أولاً وقبل كل شيء بغض النظر عن دينه وجنسه أو لونه ومذهبه، بعيداً كل البعد عن الشعارات الصورية والسياسية. ولا غرابة، فهي قلب العالم النابض بالحياة والخير والإيمان الذي يتشكل كل يوم على هيئة سعودية حاضرة في كل قارات العالم ودوله وأقلياته، وكأنها في ذلك تبذل الإنسانية حقيقة وتسلك طريقها فتلتمس حاجة الإنسان للإنسان وتؤديها سراً وجهراً، ظاهراً وباطناً بما يأمرنا به ربنا - عز وجل - ويرتضيه لنا في ديننا السمح وعقيدتنا الصالحة المتصالحة مع الجميع في كل جهات الأرض، وعن إيمان صادق وصفاء قلب ويقين ثابت لا يتخلله تشويه أو قصد سيئ. حتى غدت الإنسانية سمة سعودية، وصارت ظاهرة واضحة جلية، وهي ظاهرة فعلاً، فتاريخ المملكة مشهود ومواقفها معروفة في بذل الخير، وتقديم العون الإنساني والإغاثي، فهي رائدة في هذا المجال، ويؤكد ذلك التقارير الصادرة من المنظمات العالمية التي تؤكد تلك الريادة، حتى أصبحت دولة مانحة وشريكاً رئيساً في التنمية الدولية والأعمال الخيرية والإنسانية؛ فتصدرت قيادة العالم الإسلامي منذ أن قامت أركان الدولة وأرست دعائمها، وحتى يومنا الحاضر الذي تحكيه المواقف، وترصده الأرقام التي تشهد على كرم الأيادي البيضاء الممتدة من أرض المملكة إلى كل الأشقاء العرب والأصدقاء من دول العالم، وتصدرت بذلك السعودية الدول العشر على مستوى العالم في تقديمها المعونات والمساعدات الإنسانية.