منذ تم إعلان توحيد المملكة العربية السعودية في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - ووصولًا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وأيادي الخير والعطاء ممتدة لتقديم المساندة والدعم لربوع العالم. هذا الخير يأتي انطلاقًا من إيمانها ورؤيتها كعضو فاعل في المجتمع الدولي وكقلب نابض للعالم الإسلامي. فما قدمته وتقدمه المملكة من مساعدات إغاثية وإنسانية متنوعة شملت العديد من الدول، ولا تزال أيادي الخير ممتدة بالعطاءات الإنسانية المستمرة عبر العديد من الكيانات الحكومية. فمن رحم الشدائد تولد الإرادة، فقد أثبتت السعودية أنها منبع العطاء والإنسانية، حيث أخذت زمام المبادرة في مواجهة تداعيات وباء «كورونا» والمشكلات التي تصيب الأصدقاء والأشقاء في جميع دول العالم من كوارث طبيعية وغيرها من القضايا ولم تنسَ غيرها أو تكتفِ بما يجري على أرضها بل امتدت يدها لكل بلدان العالم، لتثبت للجميع أنها حاضرة في ربوع كل العالم، وفي قلب كل إنسان، فأضفت بعداً ملموساً لواقعية العمل الإنساني العالمي. وما زالت تسعى بالخير معطاءة باذلة لكل جهد يسهم في تخفيف أحزان ومآسي المحتاجين في كل مكان من أرجاء المعمورة، إنها السعودية التي لا تكل ولا تتعب، طموحها الإنساني لن يوقفها من الوصول إلى أبعد نقطة في العالم لتكون سبباً في تغيير حياة الناس إلى الأفضل. هذا الموقف النبيل يعكس حرص الدولة على تسخير إمكاناتها ومواردها في خدمة القضايا الإنسانية ومن خلال هذا النهج الإنساني الثابت في استراتيجية الدولة، تواصل السعودية تصدر المشهد الدولي في مجال العمل الإغاثي فأصبح وَسماً مستقراً في أجندتها، ومنهجاً دائماً ومنارة مضيئة للعمل الإنساني، حيث تأتي جهود السعودية الإنسانية انطلاقاً من استراتيجية واضحة، ورؤية ثاقبة، وتعزيزاً للدور الريادي الإنساني الرفيع، فقد أثبتت الدولة بذلك أن الدبلوماسية الإنسانية مسؤولية ونهج لا غنى عنه، في إطار الحركة الدولية للوصول، وفي أقرب وقت ممكن، إلى المنكوبين والمحتاجين. وعلى المستوى الرسمي تعد المملكة العربية السعودية الأولى عالميًا في نسبة المساعدات الرسمية، كما احتلت المركز الرابع عالميًا بين الدول المانحة لتصدرها دول العالم باستضافتها ل 3 ملايين لاجئ، فيما بلغت قيمة المساعدات التي تقدمها للاجئين 139 مليار دولار خلال 4 عقود. فعلى سبيل المثال ففي الأزمة السورية، فقد قدمت للاجئين السوريين في الدول المحيطة أكثر من 800 مليون دولار، إضافة إلى المساعدات التي تطوع بتقديمها المواطنون السعوديون في مناسبات عدة. كما تتصدر قائمة الدول المستقبلة للاجئي اليمن بإيوائها ما يقارب 58 % من عدد اللاجئين اليمنيين حول العالم. واعتبرت المملكة اللاجئين اليمنيين والسوريين زائرين، وقدمت لما يزيد على نصف مليون يمني وما يقارب المليون سوري الكثير من التسهيلات بما في ذلك حرية الحركة والعمل واستقدام عوائلهم، كما بلغ عدد الطلبة الملتحقين بالتعليم المجاني في المملكة 285 ألف طالب يمني و140 ألف طالب سوري، وبلغ عدد المستفيدين من الخدمات الصحية في المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية ما يزيد على نصف مليون يمني ونصف مليون سوري. كما يتيح برنامج أجير لخدمات العمالة المتبادلة التابع لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية للعمالة اليمنية والسورية العمل بصورة نظامية داخل المملكة. ونستطيع القول وبجدارة إن المملكة العربية السعودية حاضرة في ربوع كل العالم بكل الخير والعطاء.. إنها مملكة الإنسانية. عضو الجمعية السعودية للعلوم السياسية *