إن أعظم الأسلحة التي لا تخطئ بل إنها تصيب الهدف من غير خطأ أو ميل، وهي دقيقة الإصابة، الكثير من الناس خصوصا الآباء والأمهات يشكي عقوق أبنائهم أو بناتهم ويعزي ذلك إلى أسباب كثيرة ولم يعلم أنه تسبب بالأذى من خلال الدعاء على أفراد أسرته بسبب جهله ولم يعلم أن الدعاء سهم لا يخطئ، ولنا في ذلك قدوة حسنة في الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام عندما قال وحذر: (لا تدعوا على أنفسكم؛ ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يُسأل فيها عطاءٌ فيستجيب لكم) إنك عندما تغضب على ابنك أو ابنتك لا تدعو عليه فيوافق ذلك ساعة استجابة فيستجاب لك، عندها لا ينفع الندم ومثال ذلك أن تدعو بألا يوفق الله ابنك في حياته وإذا استجاب الله لك هذا الدعاء فإن التوفيق يغلق أبوابه أمام ابنك فيصبح عالة على قلبك وهماً لا ينزاح بسبب دعوة رفعتها إلى السماء وقد وافقت ساعة استجابة، ما الذي يمنع أن نستبدل كلامنا وأدعيتنا بالإيجابية وليس السلبية، رسالتي اللطيفة إلى كل أب أو أم أن يدعوا بالصلاح لذريتهما وطلب الهداية والتوفيق والتسديد وعدم الدعاء عليهم، والصبر على تربيتهم وطلب العون والغوث من الله سبحانه على التحمل، وهنالك آلاف القصص والعبر التي يتفطر لها القلب من واقعنا الملموس، التي سببت هلاك فلذات الأكباد، فالكثير من الآباء والأمهات بسبب دعائهم على أولادهم نادمون أشد الندم على الدعاء في الضرر الذي سببوه لأولادهم، الكلمة الطيبة صدقة وحسنة وأجر أفضل من قول السوء، قول معروف خير، ولا يزال الخير الباقي والتحديات لا بد منها في حياتنا ولا سبيل لنا غير الصبر بعد التوكل على الله سبحانه والدعاء بالهداية والتوفيق لذرياتنا وأن يجعلهم قرة عين للجميع، إن الرحمة مطلوبة والرفق في كل شيء، والحمد لله على تمام النعمة والعافية والذرية، أيها الآباء والأمهات يا من تدعون على أطفالكم وأنفسكم وأموالكم تذكروا أن هنالك ملايين من الأزواج حرموا من نعمة الذرية بسبب العقم وقد بذلوا الغالي والنفيس ولنا في قصصهم عبرة وعظة، والكثير إذا أصيب بمرض في جسده أخذ يدعو على نفسه بالثبور والويلات ولم يعلم أن المرض تكفير عن السيئات ورفعة له في الدنيا والآخرة وأن له فرصة بذكر الله لكسب المزيد من الأجر الجزيل والعطاء الوفير، إن فضل الله واسع وعظيم، لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة وغيرها من آلاف الأذكار والأجور والجبال من الحسنات التي لا تعد ولا تحصى ولا يعلم بها إلا الله سبحانه، هنالك في حياتنا عدة جوانب، يمكن لنا أن نجعل المواقف لصالحنا وكذلك يمكن أن نقلبها ضدنا وأنت الحكم في اختيارك في مواقفك في حياتك اليومية، بأن تكون سلبيا او إيجابيا.