من المشاهد الآن في المنصات التعليمية في مراحل التعليم العام وكذلك الجامعية والتي وجدت كبدائل تعليمية في ظل استمرار جائحة كرورنا وستستمر معنا، غياب التصميم التعليمي للمادة الدراسية كأحد الأدوار الرئيسية لها وأصبحت تقوم بدور توفير الاتصال المرئي بين الأطراف التعليمية فقط مع تغذيتها ببعض المشاهد المصورة (الفيديوهات) - إن وجدت - والمعدة مسبقًا وبشكل يفتقد إلى التشويق أو عناصر الجذب للدارس، إن مسؤولية تصميم هذه الدروس والمواد التعليمية اليومية في نظري ليست على عاتق المعلم أو المحاضر لأنها وظيفة مستقلة تابعة للمنصة التعليمية وضمن مسؤولياتها في تجهيز هذه الدروس خاصة أنها متشابهة في التعليم العام ويكون هناك استفادة حقيقة من التقنية وتطوراتها المتقدمة الذي وصلت إليه وتكفل تحقيق المتعلم لأهداف التدريس. ومن هنا فإن التصميم التعليمي هو علم يدرس طرق وفنيات تصميم وبناء مواقف تعليميه لإحداث تعلم يتماشى من النظريات النفسية والسلوكية والإدراكية المعرفية، وتتوافق في الوقت ذاته مع الخصائص العقلية للمتعلم، وعليه فهو علم يُعنى بهندسة المادة التعليمية ومثيرات المواقف التعليمية وتنظيمها بحيث تؤدي إلى استجابات مرغوب فيها من المتعلم في ضوء أهداف محددة مسبقاً ويشترط في ذلك أن تتسلسل المادة العلمية بشكل تراكمي يتناسب مع درجة نضج المتعلم. ولجعل المتعلم نشطًا ويتعلم ذاتيًا بحيث يوظّف قدراته الخاصة بالفهم والتحليل وغيرها، ويتعلم في أي وقت أو مكان يشاء فقد ارتبط حديثاً مفهوم التصميم التعليمي بفنيات تطوير المقررات الدراسية تتوافق مع كل ما سبق وتتواكب مع تقنيات العصر وتطرح للمتعلمين على الانترنت أو أي صورة إلكترونية. ولكي يتم ذلك يجب أن تتساير فنيات الجانب التقني مع قواعد وأساليب الجانب التربوي، ويقوم بهذه الدور عادة فرد يسمى المصمم التعليمي، تتوفر فيه الشروط العلمية الصحيحة للمتعلم، فالمصمم التعليمي شخص يحتاج إلى تفاعل علوم وخبرات متنوعة بين فروع علم النفس وطرائق التدريس وتكنولوجيا التعليم، والتقنية الاتصالية. ونستطيع القول إن جميع الدراسات التي تناولت التصميم التعليمي في المنصات التعليمية تتشارك في عدد من الانتقادات التي وجهت إلى التعليم والتعلم بالوسائط المتعددة، من بين تلك الانتقادات هو انعزاليتها؛ بمعنى جعل المتعلم منعزلاً عن الآخرين، الأمر الذي يتناقض مع الأهداف الاجتماعية للتعليم المدرسي، والتي تهدف إلى تنمية العلاقات الاجتماعية والتواصل مع الأقران من خلال الاحتكاك المباشر مع بعضهم البعض، وتطوير العمل الجماعي واستمراريته، ومن هنا أكدت على توفير مساحة إلكترونية وبيئة مثالية لتبادل النقاش والحوار وتشجيعهم على التواصل بالشكل الأمثل أكثر من البيئة العادية للتعلم، وبالتالي فهو يقدم علاجًا لنقاط الضعف من هذا الجانب وليس العكس، وهذا ما يؤكد على أهمية التصميم ودوره في العملية التعليمية لكي يتم التعلم بالشكل التربوي الصحيح ولكي يحقق الأهداف التعليمية المرجوة.