هي الحياة "لكل أجل كتاب"، فقدنا والدنا ووالد الجميع، العم صالح بن عبدالرحمن الناصر، رحل عنا إلى ربّ رحيم كريم، عرفناه والدا لنا بعد فقد والدينا، عرفناه يسأل عن الصغير والكبير، ويتابع حالة المريض ويدعو له. عرفناه سباقاً للخير تجده أول الحاضرين في الصلاة على الأموات من قريب أو بعيد، مشاركاً في المناسبات مع ما يعاني من الآلام، يخفيها ويظهر الابتسامة للآخرين، تخجل عندما يبادر بالاتصال بك والسؤال عن حال الجميع. اعتذر عن إقامة العيد بسبب الجائحة، لم نكن نعلم أنه الاعتذار الأخير والوداع الأخير. فقدناك أبا سلمان في زمن نحتاجك فيه، نعم نحتاجك فيه، فأنت محط رحالنا، في زمن تغيرت فيه بعض المفاهيم، فقدناك جميعاً شيباً وشباباً، يسألني ابني الصغير عيد الجابرية فقدناه من سنين. كنا نفرح بلقائك والجلوس معك ونشتاق لابتسامتك المعهودة وترحابك لأنك أب الجميع، تذكرني بأبي - رحمه الله - عندما أتأخر أو أغيب فقدت والدي فوجدتك ملاذي بعد الله. إلى جنه الخلد أبا سلمان، عرفناك قارئاً للقرآن، ساجداً، راكعاً، داعياً الرحمن، والناس شهود الله في أرضه. كان بابك مشرعاً للقريب والبعيد في زمنا أقفلت فيه أغلب الأبواب، كيف ننساك؟ أخجل عندما أريد الاستئذان بالانصراف، لأنك تريد أن نبقى. اللهم اغفر له وارحمه ووسع مدخله واجمعه بأحبابه أجمعين في جنات النعيم. عزائي لأبنائه، والعزاء موصول لنا جميعاً في فقد الحبيب. إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، وإنّا على فراقك أبا سلمان لمحزونون، و"إنا لله وإنا إليه راجعون".