تضيق أمامي فضاءات العبارات على اتساعها عند الحديث عن فقد صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلمان تغمده الله بواسع رحمته فتغلبني الدموع، وينعقد اللسان ويرتعش القلم بين أصابعي، فأنا أتحدث عن رمز من رموز الوفاء والعطاء والشهامة والتواضع والكرم، وأجزم بأنني لست الوحيد في محبة الأمير الفقيد، فقد أحبه الجميع وبادلهم الحب بحب. وفي ترجل الفارس عن صهوة جواده وهو في عنفوان شبابه ما يجعل المرء حيران ويضاعف موجات الأسى والحسرة التي تعتصر القلوب، لما عرف به من سماحة ووفاء وكرم.. ورغم إيماني بأن الموت سنة الحياة، إلا أن عزاءنا في الفقيد لا حدود له... رحم الله أبا سلطان، وأسكنه فسيح جناته، فقد كان لي شرف مزاملته في الدراسة الجامعية في الولاياتالمتحدةالأمريكية برفقة شقيقه العزيز صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان أطال الله بعمره.. وتتمثل لي تلك الصفات والسجايا النبيلة التي كانت قدوة للطلبة المبتعثين للدراسة في الخارج، ولا يغيب عن ذهني مواقف الفقيد الإنسانية النبيلة الممزوجة بتواضع جم، فقد كان يسأل عن الغائب ويعود المريض ويلبي حاجة المحتاج ولو كان ذلك على حساب راحته وشخصه الطاهر. مصابنا في فقيد المحبة جلل، ولا نقوى على فراقه، فمازلت أعيش تلك اللحظات التي وقف الفقيد خلالها بجوارنا أيام مرض والدي وكيف بقي على اتصال يومي للاطمئنان على حالته على مدى ستة أشهر وهو يرقد بالمستشفى، ثم توج ذلك بزيارة الوالد في الصمان بعد مغادرة المستشفى متجشماً بذلك عناء السفر ومشقته. إن وقفة فقيد المحبة بما يكنه من مشاعر صادقة وإحساس مرهف بلسم شفاء لكل مريض وابتسامة على شفاه كل محزون.. تغمد الله الفقيد برحمته، سليل المجد والكرم فلم يكن ذلك غريباً على ابن سلمان بن عبدالعزيز حبيب الجميع وأمير الشعب فمنه استقى ونهل وتعلم. عزاؤنا لا ينتهي ووقع الفاجعة فوق احتمال من صدمه نبأ وفاة الفقيد من كافة الشعب فهو فقيد الجميع. أمد الله والده بالعون وطول العمر. أدعو الله جلت قدرته أن يبارك في ذريته وأن يجعلهم خير خلف لخير سلف، وأن يحفظ الله والد الجميع أمير الشعب صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وأن يسبغ واسع رحماته على فقيد المحبة ويسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان. «إنا لله وإنا إليه راجعون». نائب رئيس شركة الاتصالات السعودية ورئيس وحدة الاتصالات المتنقلة (الجوال)