حث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ – في خطبة الجمعة – على جعل العام الجديد خيرا من الأعوام المنصرمة المنصرمة بالزيادة في الخيرات وأعمال البر والمسابقة في الصالحات. وقال : مواطن الخير إنما هي في محاسبة الإنسان نفسه فإن زل وأخطأ وما أكثر ذلك فلنستجب لقوله جل وعلا : " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم "، ربنا رحيم كريم غفور تواب ولكن أين الإنابة ؟ وأين التوبة ؟، احفظ دينك عبدالله فذلك أساس كل خير، احذر من التفريط في أوامر الله جل وعلا فذلك أصل كل شر وبلية ومصيبة نعيشها، يقول ربنا جل وعلا : " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون "، فلنجعل من عامنا الجديد خيرا من أعوامنا المنصرمة بالزيادة في الخيرات وأعمال البر والمسابقة في الصالحات. وأضاف : تزودوا لسفركم من الدينا إلى الآخرة بالتقوى ربنا جل وعلا يذكرنا بالحقيقة الغائبة عن قلوبنا، " وتزودوا فإن خير الزاد التقوى "، لقد ألهتنا هذه الحياة عن دار القرار، وفي استقبال الأعوام مدكر وهذه أول جمعة من عام جديد حل بنا سريعا فينبغي أن نتخذ من ذلك مناسبة جادة لمحاسبة نفوسنا وتقويم أحوالنا فيما ينفعنا في دنيانا وأخرانا، " يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار "، علينا أن نراقب أنفسنا وأن نراجع ذواتنا فننظر ماذا قدمنا لغد ؟ هل نحن في استقامة على طاعة الله فنزداد أو مقصرين ومفرطين فننوب ونتوب إلى الله جل وعلا قبل فوات الأوان، " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون "، فلنراجع أنفسنا ولنزجرها عن كل إثم وفاحشة ولنصطبر على كل خير وبر وطاعة فلقد أنذرنا الله جل وعلا بمصائب وأحوال لا تخفى الله جل وعلا يقول لنا : " وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتي العذاب ثم لا تنصرون "، عن عمر رضي الله عن أنه قال : " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا "، " يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ".