أعلنت وزارة الحج والعمرة بدء استقبال طلبات العمرة من مختلف دول العالم تدريجيًّا اعتبارًا من أمس الاثنين الأول من شهر محرم 1443ه الموافق 9 أغسطس 2021م، بطاقة استيعابية تصل إلى 60 ألف معتمر موزعة على ثماني فترات تشغيلية، لتصل الطاقة الاستيعابية إلى مليونين معتمر شهريًّا، حيث يكون إصدار التصاريح من خلال تطبيقي "اعتمرنا وتوكلنا"، وسط منظومة متكاملة من الخدمات والتدابير الوقائية، التي اتخذتها المملكة العربية السعودية من أجل سلامة وصحة الراغبين في أداء مناسك العمرة والزيارة، وتمثل هذه الخطوة بداية جيدة وقوية لعودة برامج وخدمات المعتمرين خاصة القادمين من خارج المملكة وهم الأكثر شوقا لزيارة الحرمين الشريفين. وحول هذه الخطوة، أوضح المستشار المتخصص في خدمات الحج والعمرة أحمد صالح حلبي، أن ما أقدمت عليه وزارة الحج والعمرة من رفع الطاقة الاستيعابية إلى مليونين معتمر شهريًّا، خطوة بُنيت على دراسات علمية وأخرى ميدانية، وإعداد وإجراء مسبق، اعتمد على مدى توفر الإجراءات الصحية وتنفيذ البرتوكولات الصحية لضمان سلامة المعتمرين، فوزارة الحج والعمرة لم يكن هدفها العمل على رفع الطاقة الاستيعابية للمعتمرين، بقدر ما كان العمل على توفير الأمن الصحي لهم، وهذا ما برز من خلال التنسيق مع الجهات ذات العلاقة، حيث تم التوصل لوضع آليات تنفيذية جيدة، وتهيئة البيئة الآمنة لتيسير رحلة العمرة. وبين الحلبي أن المتابع لخطة وزارة الحج والعمرة في موسم العمرة الجديد يلحظ حرصها على الاستفادة من خبرات وأعمال موسم الحج الماضي 1442ه، وهذا ما برز في مجال النقل حيث اعتمدت الخطة أن عدد الركاب في الحافلة لن يتجاوز ال 50 % من الطاقة الاستيعابية للحافلة، إضافة لتوظيف مراكز النقل في محطتي (كدي والششة)، ونقاط التجمع حول الحرم المكي (أجياد، باب علي، الشبيكة) وتجهيزها. وأكد المستشار المتخصص في خدمات الحج والعمرة أن عودة العمرة الخارجية لا يعني انتعاش الحركة الاقتصادية في مكةالمكرمة، وإن كان هذا أمر مؤكد نتيجة لعودة عمل شركات خدمات المعتمرين، وقطاع الفنادق والوحدات السكنية، وشركات النقل، فهناك معالجات أخرى أفرزتها هذه الخطوة تمثلت في معالجة النواحي النفسية للكثير ممن كانوا يرغبون أداء فريضة الحج ولم يتمكنوا نتيجة للجائحة، فقدومهم لأداء فريضة العمرة يخفف من حالة القلق التي عاشوها ويعمل على معالجتهم نفسيا. وأكد الحلبي أن وثيقة ضوابط خدمات المعتمرين وزوار المسجد النبوي الشريف، وإن ألزمت شركات ومؤسسات العمرة السعودية بخدمة المعتمر بكل أمانة وإخلاص، فإنها أوجدت الضوابط الصحية في ظل استمرار جائحة كورونا، وطالبت بضرورة التنسيق بشكل دوري لتطبيق الإجراءات الاحترازية والبروتوكولات الصحية التي تضمن سلامة المعتمرين والزوار، وهو ما يعني سلامة المعتمرين أولا. جاهزية شركات العمرة من ناحية أخرى، أوضح عضو اللجنة الوطنية للحج والعمرة والزيارة وعضو لجنة الفنادق بمكةالمكرمة وعضو الجمعية السعودية للسفر والسياحة هاني علي العميري، أن رفع الطاقة الاستيعابية للمعتمرين إلى مليوني معتمر شهرياً سيساهم بشكل كبير في انتعاش قطاع العمرة و ارتفاع مؤشرات الإيواء في الفنادق وارتفاع الحراك التجاري في وسائل النقل والمطاعم والتسوق وغيرها في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة. وقال: تأهبت 130 شركة ومؤسسة عمرة لاستقبال المعتمرين غرة محرم، وذلك بتجهيز الموظفين والكوادر الوطنية من أبناء وبنات الوطن، بأخذ دورات للتعامل مع الأزمات وإدارة الحشود، وكيفية استقبال المعتمرين والتعامل المميز في استقبالهم من المطار والفنادق، والإشراف على دخولهم للمسجد الحرام وأخذ مواعيد عبر تطبيق اعتمرنا، والإشراف المباشر من خلال موظفين مؤهلين من قبل شركات ومؤسسات العمرة، والتواجد والمتابعة مع كل مجموعة خلال ذهابهم لأداء مناسك العمرة أو زيارة المدينةالمنورة أو الأماكن السياحية. وأضاف العميري: تتميز شركات ومؤسسات العمرة بخبرة كبيرة في ذلك وتمتلك أسطولا من النقل والفنادق والموظفين القادرين على الاستجابة في كل وقت وتقديم الخدمة المميزة خلال 24 ساعة، مبيناً أن عدد من الأبراج والفنادق المجاورة للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف ستشهد انتعاشاً ملحوظاً خلال الأشهر الأولى من عودة معتمري الخارج وزيادة الطاقة الاستيعابية للمعتمرين بنحو 60 %، وذلك لأداء مناسك العمرة والصلاة في الروضة الشريفة وأداء الصلوات من خلال تطبيق اعتمرنا. وتابع: هذه الفنادق والأبراج ذات تصنيف عالي الجودة، وحسب المواصفات العالمية وجميع الفنادق ملتزمة بتطبيق الاشتراطات الصحية، وعملية التنظيف والتعقيم لكافة المرافق على مدار الساعة مع تطبيق الإجراءات الاحترازية من التباعد والفرز البصري ولبس الكمامة وغيرها. هاني العميري أحمد حلبي