لا يزال التعصب الرياضي يدس سمومه داخل إعلامنا الرياضي المتنوع، فالجماهير الرياضية سارت مع هذا الطريق الملغم والمتأجج بالتعصب، فمع مشاركة المنتخب الأولمبي الأخيرة التي خسر مبارياتها الثلاث، عادت نغمة التعصب ضد المدرب واللاعبين، فكل يغني على هواه وميوله المتعصبة التي أحرجتنا أمام المتابع للمشهد الرياضي في كرة القدم السعودية. فالكل خرج ينتقد مدرب المنتخب الوطني سعد الشهري، وصبت غالبية الإعلام المتعصب جام غضبها على خطة المدرب التي لم ترتق لذوق هذه الفئة من المتعصبين، وكذلك اختياراته لمجموعة اللاعبين المنضمين، فبعض الإعلاميين والجماهير اختلف على اختيارات المدرب «بضم لاعبنا وضم لاعبهم». القراءات الفنية التي لا يجيدها إلا الفنيون من مدربين وخبراء لهم باع طويل في التحليلات الفنية، لتتصدر آراؤهم المشهد الإعلامي في نقد اللاعبين المختارين، وترميهما بضعف مردوهم وعدم استحقاقهم لبس قميص الوطن، وأن هناك أسماء أفضل للمشاركة الأولمبية. لا تزال لغة التعصب تنخر في نقد المشاركين الذين قدموا مردوداً لا بأس به، فالمنتخب الأولمبي قدم لقاءات توحي بجيل قادم بقوة للمنتخب الأول، الذي أمامه معمعة تصفيات كأس العالم النهائية بعد فترة بسيطة، فلا بد من شد همم النجوم، وتغيير حدة النقد التي لازمت أبطالنا، ونقول لهم شكراً على تمثيل الوطن بهذه الروح الكبيرة، فالنتائج فعلاً كانت ضد أخضرنا، لكن المستوى يجعلنا نتفاءل بمقدم نجوم جدد يرسمون الفرح للوطن في مقبل الأيام، فلنهدأ قليلاً ونعالج الخلل، لكي نستفيد بشكل موسع من هذه التجربة التي ستظهر لنا جيلاً يبشر بالمستقبل لكرتنا المتطورة.