كان لوفاة جوزيف ستالين في عام 1953 العديد من النتائج الإيجابية على الاتحاد السوفيتي، ليس أقلها ازدهارًا مفاجئًا ودراميًا للإبداع في الفنون، لا سيما الأدب والسينما، ساعد في إحداث تخفيف هائل للقمع والرقابة، مما أعطى الفنانين حرية أكبر بكثير للتعبير عما شعروا به من دون خوف من السجن أو اللوم. كان فيلم The Cranes Are Flying هو الفيلم الأكثر شهرة حول الحرب الذي تم إنتاجه في هذه الفترة الفريدة من التفكير والتجديد، حقق الفيلم أعلى المبيعات في شباك التذاكر، كما نال استحسان النقاد وشعبية في الغرب، وكان الفيلم السوفيتي الوحيد الذي حصل على السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي. أخرج الفيلم ميخائيل كالاتوزوف، أحد المخرجين البارزين في الاتحاد السوفيتي، والذي سيحصل على مزيد من التميز مع تحفته اللاحقة (أنا كوبا) 1964، يمثل نهج كالاتوزوف انفصالاً جذريًا عن الواقعية السوفيتية التي كانت سائدة في عصر ستالين وعودة إلى الشعر الغنائي الأكثر أسلوباً للسينما الصامتة المبكرة، «الرافعات تحلق» يدين الكثير من الرومانسية والشجاعة السينمائية للماضي، لكنه كان فيلماً حديثاً بشكل مذهل في وقته ويتوقع تقدم الموجة الجديدة التي كانت ستندلع قريباً في بلدان أخرى حول العالم، لا سيما فرنسا وبريطانيا. «الرافعات تحلق» في تعريف النوع، على الرغم من أنه فيلم حرب، إلا أنه لا يُظهر عدوًا واحدًا، وهذا يوحي بأن العدو الرئيس ليس شخصاً على وجه الخصوص، ولكن الحرب نفسها والرعب الذي يصاحبها. وهكذا، لم يتبق سوى الإشارات الخارجية للحرب - القنافذ المضادة للدبابات منتشرة في جميع أنحاء المدينة، والدوريات العسكرية، والإعلانات الإذاعية ومحادثات الناس - هذه الإشارات الخارجية نفسها تتحدث عن الحالة الداخلية للشخصيات، والتي بدورها تملأ الفيلم بعمق شعري. يستحق التصوير السينمائي والمونتاج كلمات منفصلة، حيث تمكن المؤلفون من إظهار العمق الكامل لروح البطلين الشابين، اللذين مزقتهما الحرب. في الفيلم، يمكنك أن ترى كيف يتم الكشف عن نفسية الشخصيات من خلال تفاصيل التصوير، يتم تسهيل ذلك من خلال اللقطات التي تم التقاطها بكاميرا محمولة، بالإضافة إلى انتقالات بين اللقطات العامة واللقطات المقربة باستخدام كاميرا متصلة برافعة. يحكي الفيلم عن أشخاص تعرضت مصائرهم بلا رحمة من قبل الحرب، في قلب قصة الفيلم قصة مأساوية لعاشقين، فيرونيكا وبوريس، اللذان انفصلا بسبب الحرب إلى الأبد، الكاميرا المهتاجة والمندفعة للمصور سيرجي أوروسيفسكي تصنع العجائب، وتغرقنا في الأجواء المزعجة في زمن الحرب، ثم تحلق بلا خوف فوق موسكو، ثم تندفع في زوبعة من رقصة الفالس، ثم تجري إلى الأمام على طول المنصة مع فيرونيكا المنزعجة، ثم تنظر بحذر إلى الوجه الهادئ والمشرق لبوريس المحتضر، وفوق كل هذا، في السماء، كرمز للحياة الأبدية، الرافعات تطفو فوق العالم.