تعال واجلس أمامي والعب معي أي لعبة لتكن "الشطرنج" أو الورق، لعبة حظ أو ذكاء ولكن العبها معي وأمامي حتى وإن كانت مبارزة سيوف أحدهما في ساعدك القوي والآخر في يد أنثى ضعيفة مثلي، المهم أن أحس بالمواجهة، وتتخلص من تهمة الغدر في الظهر، فالفرسان في كر وفر بعد المواجهة وليس قبلها، دعني أحترمك، أما القوة حين تقاس بين ذكر وأنثى لا تحتاج ذكائي وسعة إدراكي أن تغادر أماكنها لتغدو أنت الأقوى والأصلب. تلاعب بحظك واستخدم كل حيل ذكائك، وإن فزت أنا فقل إنها الصدفة أو الحظ لا أكثر، وسأُصّدق حتى بيني وبين نفسي مادمت قُبالي ومواجهاً لي، وقد أعتبره تواضعاً منك حين قررت أن تتكرم وتتعطف وتسمح لخصم ضعيف مثلي أن يكون نداً لك، ولكن تقدم وكن هذا الشجاع الفارس المقدام فعلاً في عين عقلي وفي ميزان قلبي، فأنت في ترددك ومدك وجزرك هناك بعيداً عن مد بصري تنمي في نفسي شعور الانتصار الذي أعلم أنك لا تريده، بل وتمنحني ثقة كاسب الرهان وتسمح لي أن أتوهم وأوهم غيري بشجاعة غزال انتصر على أسد وحمله على ظهره وسار به يتباهى عند الآخرين مع أن الأسد المهزوم المحمول ميت سلفاً! أقبل على نفسي الهزيمة ولا أقبل فيك الضعف والدعة والانهزام. هي ليست حرباً بل سلم وعدالة أنت بطلها هازماً أو مهزوماً مادام السلاح موضوعاً، والحمام الأبيض لم يغادر وأنت ترعاه وترسله برسائل حب. أنت وأنا لسنا مدينتين بل مدينة واحدة أنت سلطانها وإذ ما ملأتني أماناً وسلاماً غدوت لك شعباً ورعيةً مخلصين، وصدق القائل: (المرأة كالمظلة لن تنفعك إلا إذا وضعتها على رأسك).