اللصوصية + الغباء = مشكلة، واللصوصية + الذكاء – الحظ = مشكلة مضاعفة، وإليكم الدليل: ففي ولاية (ميتشغن) الأمريكية، دخل رجل إلى متجر وسرق معدات وأجهزة للصيد، بما فيها (سكاكين) حادة لتقشير الأسماك، وأخفاها بحزام مزدوج تحت بنطلونه، وانطلق مسرعا نحو باب الخروج، ولم ينتبه (الغبي) إلى أن (كمرات) التصوير قد رصدته، فلحق به (السكيورتي)، وأثناء هروبه ومراوغته لهم تعثر وسقط على أرنبة أنفه، ومن سوء حظه أن السكاكين التي كانت مخفية تحت بنطلونه انغرست إحداها في بطنه، والأخرى في مثانته ووصلت إلى عضوه التناسلي وقطعته، ووقع المسكين مضرجا بدمائه، فما كان من أصحاب المتجر عندما شاهدوه على هذه الحالة، إلا أن يتصلوا بالإسعاف، الذي نقله على وجه السرعة إلى المستشفى، وأجرى له الأطباء عملية (تخييط) جراحية سريعة ومعقدة، حافظت فيما بعد على حياته، غير أن عضوه (ذهب في خبر كان) – صحيح أنه لا زال في مكانه، ولكنه لا يعمل وصلاحيته منتهية تماما – وليست المصائب وحدها مقترنة بالغباء، ولكن قد يكون حتى الذكاء المفرط جانيا على صاحبه أيضا، خصوصا إذا وقف (الحظ) غير المتوقع بوجهه. وها هو لص آخر في (بودابست) مشهود له بالذكاء، وله (باع وذراع) بالسرقات الناجحة، فرصد يوما أحد المنازل وتسلق سوره ودلف من خلال النافذة إلى الصالون بكل رشاقة. وفطنت صاحبة المنزل له، وهي بالمناسبة (فيردين بولاكي) ما غيرها، البطلة الأولمبية الحائزة على الميدالية الذهبية في مبارزة السيف، وأروع ما فيها أنها شابة جميلة عمرها (23) سنة، تتمتع بشجاعة فائقة – يعني ما شاء الله ماسكة المجد من أطرافه: براعة + طعامة + شجاعة، فما كان من حبيبة قلبي (فيردين) إلا أن تمتشق سيفها الصقيل وتتجه نحوه، وبحركات احترافية تمكنت من السيطرة عليه، وجعلته يلتصق بالحائط (كالجرذ) بعد أن وضعت شذرة السيف على عنقه، وهو (يثرثر ويشرشر)، ثم تناولت بيدها الأخرى التلفون واتصلت بالبوليس، الذين اعتقلوه بعد عشرين دقيقة من مغامرته (الذكية) الفاشلة. عندما قرأت هذين الخبرين، لا أكذب عليكم أنني تخيلت نفسي لو أنني لا سمح الله كنت في موقفهما، فماذا سوف أفعل يا ترى؟!- صحيح كيف أتصرف -؟! أما عن الأول (فبرا وبعيد)، إن شاء الله ما تنكتب على مسلم – خصوصا أن المسلمين يا حسرة لا زال عددهم فقط في حدود (مليار ونصف) متحضر – وهم في حاجة للمزيد، فكيف لو تعطل واحد منهم وأصبح مثلي (ما يدق سلف)؟! أما لو كنت الثاني وفي موقفي الحرج ذاك، فلا شك أنني أولا سوف ألجأ إلى مواهبي المعروفة (بالغزل والتغزل) بجمالها الفاتن مع حركات العيون وتلعيب الحواجب التي اعتدنا عليها، محاولا أن (أأكل بعقلها حلاوة). وإذا لم ينفع معها ذلك، سوف أنكب حتما وسريعا على يديها وأقبلهما بشغف، ثم أجلس (على ركبة ونص) قائلا لها: اقتليني يا مولاتي.