تمكن فريق طبي في وحدة القسطرة القلبية بمستشفى د. سليمان الحبيب بالريان من إنقاذ ساق مريض سبعيني من البتر، نتيجة وجود انسدادات شريانية متعددة أدت إلى حدوث غرغرينا، علاوة على تجنب إصابته بالفشل الكلوي. ذكر ذلك استشاري طب القلب والقسطرة التداخلية الحاصل على الزمالة الأميركية والكندية في طب القلب والقسطرة والأوعية الدموية الطرفية د. عويد الشمري، والذي أضاف بأنه فور وصول المريض للمستشفى تم إخضاعه لفحوصات طبية دقيقة من خلال الموجات فوق الصوتية (Arterial Duplex Ultrasound) والتحاليل المخبرية بالإضافة إلى الكشف السريري، موضحاً أن النتائج أبانت وجود انسدادات شريانية متعددة في الساق اليسرى وقصور شديد في التروية الأمر الذي تسبب في حدوث آلام حادة وصعوبة النوم مما عرض المريض للإرهاق الشديد حتى تدهورت حالته وإصابته بالغرغرينا. وأشار د. عويد إلى أن المريض سابقاً حاول العلاج في أكثر من مستشفى ولكن دون جدوى مقترحين العلاج ببتر القدم اليسرى من أعلى الركبة، وصعوبة إجراء قسطرة لفتح الشرايين، نظراً لإصابته بضعف شديد في الكلى وعليه أي عملية بالقسطرة (والتي يستخدم فيها محلول الصبغة) قد تؤدي إلى إصابته بالفشل الكلوي وحاجته للغسيل في المستقبل وهذا الأمر تسبب في ذعر المريض. وعن الحالة الصحية قبل العلاج قال د. الشمري إن المريض أجرى عدة عمليات سابقة ومنها جراحة توصيل للساق اليسرى ما بين الشريان الأربي والشريان أسفل الركبة منذ 8 سنوات، وكذلك أجرى قسطرة في الساق اليمنى قبل 3 سنوات، موضحاً بأنه بعد دراسة حال المريض جيداً تم اتخاذ القرار بإخضاعه لعملية طارئة عن طريق اتباع تكنيك خاص يساعد في التعامل مع مثل هذه الحالات المرضية للحيلولة دون حدوث أي مضاعفات. وقال د. عويد إن التكنيك العلاجي المتبع هو عبارة عن استخدام غاز ثاني أكسيد الكربون كخيار بديل لصبغة القسطرة، مشيراً إلى أنه قبل العملية ب 24 ساعة تم إعطاء المريض مسيلات للدم والمضادات وكذلك المحلول الملحي والذي يعمل على دعم الكلى ومن ثم البدء في إجراء عملية القسطرة، مشيراً إلى أن العملية استغرقت 4 ساعات وتم فيها فتح وإذابة كامل الانسدادات من شرايين منتصف الورك وصولاً إلى منطقة نصف الكاحل بالإضافة إلى زراعة دعامتين بنجاح ولله الحمد. وقال د. الشمري إنه بعد نجاح عملية القسطرة وإجراء الكشف السريري تبين أنه بدأ في مرحلة التعافي وظهر ذلك جلياً في وضع الساق وتحول لونها إلى اللون الطبيعي الأحمر الوردي، موضحاً أن المريض استطاع أخيراً النوم دون أي معوقات بعد عناء طويل، وخضع بعد العملية إلى برنامج علاجي مكثف لمتابعة ودراسة وظائف الكلى، وفي الختام أكد د. عويد الشمري أن المريض خرج من المستشفى وهو بصحة جيدة.