السخرية الاجتماعية أو أدب السخرية من أقوى أساليب التعبير الإنساني، وصفها المتنبي بأنها ضحك كالبكاء، وهي أرقى أنواع الفكاهة وتستخدم السخرية في الأساس للتأكيد على الفكرة المعاكسة، بعبارات أبسط تحدث السخرية في الأدب وفي الحياة عندما يقول الشخص شيئًا ما أو يفعل شيئًا ينحرف عما نتوقع منه أن يقوله أو يفعله، وهناك أنواع مختلفة من السخرية، الأنواع الثلاثة الأكثر شيوعًا التي ستجدها في فصول الأدب هي السخرية اللفظية، والسخرية الدرامية، والسخرية الظرفية. اليوم يختلف الناس في قدراتهم على فهم السخرية وقد تفسر بأنها نوع من العدوان اللفظي أو الاستهزاء بالآخرين، وينصحنا خبراء الاتصال ومستشارو الزواج على حد سواء بالابتعاد عن هذا الشكل المعين من التعبير والسبب بسيط، فقد تكون بمثابة اللدغة السامة المتمثلة في الازدراء وإيذاء الآخرين وإيذاء العلاقات، وقد يعتقد بعض الأزواج أنها كشكل من أشكال التواصل المرح والفكاهي إلا أنها قد تفسر عكس ذلك. وقد وجد باحثان يابانيان في العام 2011 أن كيفية تفاعل الناس مع السخرية تعتمد على السمات الفردية مثل احترام الذات وتفضيلات الدعابة ونوع العلاقة، وأظهرت الدراسة أيضًا أن الناس يستجيبون للعبارات الساخرة بشكل مختلف. اليوم هناك بعض الجدل حول ما يمكن وصفه بأنه ساخر، لكن كل معاني السخرية تدور حول المفهوم المدرك للتعارض بين ما يقال والمقصود، أو بين فهم أو توقع واقع ما وما يحدث بالفعل، وخاصة عندما تكون الحقيقة الحرفية في تناقض مباشر مع الحقيقة المدركة، وفي الواقع وجد العلماء أن القدرة على اكتشاف السخرية مفيدة حقًا على مدار العشرين عامًا الماضية، كان الباحثون من علماء اللغة إلى علماء النفس إلى أطباء الأعصاب يدرسون قدرتنا على إدراك الملاحظات اللاذعة واكتساب رؤى جديدة حول كيفية عمل العقل، وأظهرت الدراسات أن التعرض للسخرية يعزز حل المشكلات الإبداعي، على سبيل المثال يفهم الأطفال ويستخدمون السخرية عند وصولهم إلى الروضة، وقد تكون عدم القدرة على فهم السخرية علامة إنذار مبكر لأمراض الدماغ. اليوم أدب السخرية هو قدرة من القدرات البشرية المبدعة حيث لا بد أن تتوفر في صاحبها قدرة روح النكتة وقدرة الفطنة والذكاء، وهذه القدرات الإبداعية تجعل من المتلقي يسقط آلامه وهمومه وعواطفه بطريقة انفعالية عكس الانفعالات المباشرة، حيث يمتزج الألم بالضحك فتضحك مع أنك تريد أن تبكي؛ لذلك فإن السخرية أسلوب أدبي يذهب إلى الأشياء بطريقة المواربة وفيها كثير من الفن اللاذع الذي يثير الدهشة وأحياناً الضحك، وفي أكثر الأوقات الحزن، ويحاول بكل ما يملكه من براعة وقوة محاربة الظواهر السلبية والأخطاء المعششة في المجتمع.