قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بمكة مثوى الفارس المترجل وقوفاً على أطلاله متوجعاً يقولون لا تهلك أسى وتجمل فقلت لهم ما كنت أعلم أنه على أهبةٍ كالراكب المتعجل يطمئنني حتى أمنتُ رحيله ليشعرني أن النوى غير حاصل فغادرته أرجو لقاءً وقبلة تقربني من نوره والمؤمل ولكنه سرعان أسلم نفسه إلى ربه هيمان كالمتوسل أوسده يوم الرحيل مقامه أعانقه نحو الجنوب وشمأل فيا ليتني كنت الصريع مكانه ويا ليته كان المقيم بمنزلي كدأب نبيل، سائراً متبتلاً كريم السجايا بين غال ومرسل فيا ساكن المعلاة بعدك أظلمت دروب الدنا من كل قطب ونائل ويا جدثاً ضم المنى ثَم والنهى لقد ضُوعت بطحاء منك بنازل له في العلا والمكرمات نجائب إذا أقفرت من أهلها في النوازل مكر مفر، مقبل غير مدبر يسابق للخيرات قبل المحافل فهل بعده تصفو لنا أي فرحة وهل بعده للعيد معنى لسائل تسلت عمايات الرجال عن الصبا وليس فؤادي عن هواه بمنسل * في رثاء والدي الشيخ محمد بن حذيفة -رحمه الله- مصطفى الأنصاري