أطلت العنصرية برأسها مجدداً لاستهداف الثلاثي ماركوس راشفورد وجايدون سانشو وبوكايو ساكا على خلفية فشلهم في ترجمة ركلاتهم الترجيحية الأحد في نهائي كأس أوروبا لكرة القدم الذي خسرته إنكلترا أمام إيطاليا على ملعب "ويمبلي" في لندن. وتعادل الفريقان 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي وحسمت إيطاليا اللقب بركلات الترجيح 3-2، حارمة الإنجليز من تتويجهم الأول منذ كأس العالم عام 1966 حين تغلبوا على ألمانيا الغربية 4-2 في "ويمبلي". وقرر مدرب إنجلترا غاريث ساوثغيت ادخال راشفورد وسانشو في الدقائق الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني بهدف تنفيذ ركلات الترجيح، معتمداً أيضاً على البديل الآخر ساكا.لكن اللاعبين السود الثلاثة أخفقوا في محاولاتهم، ما جعلهم عرضة للإساءة العنصرية على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم على تويتر "نشعر بالاشمئزاز لأن بعض أعضاء فريقنا الذين قدموا كل شيء للقميص هذا الصيف، تعرضوا لإساءات تمييزية عبر الإنترنت بعد مباراة الليلة"، مشدداً "نحن نقف بجانب لاعبينا". وتابع في بيان منفصل "الاتحاد الإنجليزي يدين بشدة جميع أشكال التمييز وهالَهُ ما صدر من عنصرية على الإنترنت تستهدف بعض لاعبي إنكلترا على وسائل التواصل الاجتماعي". وشدد "لا يمكننا أن نكون أكثر وضوحاً بأن أي شخص يقف خلف مثل هذا السلوك المثير للاشمئزاز غير مرحب به في متابعة الفريق". وأفادت شرطة لندن أنها تحقق في منشورات "مسيئة وعنصرية"، موضحة في تغريدة على تويتر "نحن على علم بعدد من التعليقات العدائية والعنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي موجهة ضد لاعبي كرة القدم بعد نهائي كأس أوروبا 2020". وتابعت "هذه الإساءة غير مقبولة إطلاقاً ولن يتم التسامح معها وسيتم التحقيق فيها". واتخذ لاعبو إنكلترا موقفاً قوياً ضد العنصرية في البطولة وركعوا قبل مبارياتهم، بينها نهائي الأحد. وبعدما كان حاضراً في مدرجات "ويمبلي" لمؤازرة منتخب بلاده بحضور قرابة 60 ألف مشجع، بينهم 10 آلاف مشجع لإيطاليا، أدان رئيس الحكومة بوريس جونسون الإثنين على تويتر ما تعرض له لاعبو "الأسود الثلاثة" من إساءات. وقال رئيس الحكومة المحافظ "يستحق هذا المنتخب الإنجليزي أن يُعامل كبطل وليس (أن يكون ضحية) للإساءات العنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي، يجب أن يخجل من أنفسهم المسؤولون عن هذه الاساءات المروعة". وعلى تويتر أيضاً، هاجم النائب المحافظ توم توغندهات الاثنين مواقع التواصل الاجتماعي التي "لديها خوارزميات تستهدف الإعلانات لكنها لا تتدخل لإيقاف الإساءات العنصرية ضد بعض الشبان الذي يعتبرون مثالاً يحتذى به". واعتبر ساوثغيت في مؤتمر صحافي الاثنين الإهانات "لا تغتفر: بعض (هذه الهجمات) من الخارج، كما قيل لنا، لكن بعضها من هذا البلد"، مفضلا الاحتفاظ "بالطاقة والروح الإيجابية للجماهير". وقال الأمير وليام، نجل ولي العهد البريطاني الامير تشارلز ورئيس الاتحاد الإنجليزي للعبة، إنه يشعر أيضا "بالاشمئزاز" ووجد أنه "من غير المقبول تمامًا أن يتحمل اللاعبون هذا السلوك الشنيع". ودعا وزير الثقافة والرياضة أوليفر دودن مجموعات وسائل التواصل الاجتماعي إلى معالجة العنصرية على الإنترنت بشكل أكبر، محذرا أنه في حال عدم القيام بذلك فإن "مشروعنا الجديد بشأن الأمن على الإنترنت سيجبرهم على فرض غرامات تصل إلى 10% من الإيرادات العالمية".