تبذل الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة جهدًا كبيرًا في سبيل نيل المنشآت والمنتجات للجودة من خلال التركيز على ثلاثة أهداف وهي: إصدار مواصفات قياسية سعودية وأنظمة وأدلة الجودة وتقويم المطابقة، تتوافق مع المواصفات القياسية والأدلة الدولية، وتُحقق متطلبات اتفاقية منظمة التجارة العالمية في هذا المجال، وتكون متوافقة مع الشريعة الإسلامية ومحققةً لمصالح المملكة العربية السعودية. وكذلك توفير الحماية الصحية والبيئية والسلامة العامة، من خلال التأكد من أن المنتجات مطابقة للمواصفات القياسية المعتمدة من الهيئة مع ضمان جودة المنتجات الوطنية من خلال اعتماد مواصفات قياسية سعودية ملائمة تمكن المنتجات الوطنية من المنافسة في الأسواق المحلية والدولية، والعمل على حماية أسواق المملكة العربية السعودية من السلع المغشوشة والمقلدة، ويقصد بالجودة فعل الشيء الصحيح بطريقة صحيحة من أول مرة وفي كل مرة مع التحسين المستمر. ومن أوائل المهتمين بالجودة ديمينغ، ويرى أنَّ الجودة هي "تلبية احتياجات المستهلك وتجاوز توقعاته". ثم غوران، ويرى أنَّ الجودة هي "الملائم للاستعمال". أما كروسبي، يرى أنَّ الجودة هي "مطابقة المواصفات المطلوبة". أما التطور التاريخي لإدارة الجودة فقد مرّ بأربعة مراحل هي: مرحلة الفحص (تفتيشي) وتركز على المنتج، ثم مرحلة ضبط الجودة (إحصائي) وتركز على المواصفات، ثم رحلة تأكيد الجودة (وقائي) وتركز على العمليات، ومرحلة إدارة الجودة الشاملة (تشاركي) وتركز على النظام. وتمر الجودة في أربعة مراحل تُسمى (دائرة ديمينغ) وهي مرحلة التخطيط، ثم التنفيذ، فالتقويم (الفحص)، ثم التحسين. وقد يتم استخدام الجودة في ثلاثة أنواع وهي: جودة التصميم، وجودة المنتج، وجودة المنشأة. وتستطيع المنشآت أن تحسِّن من أدائها ( الجودة) من خلال تطبيق عدة أمور هي تغيير الهيكل التنظيمي ثم بناء برامج تطوير إدارية فالتحول للإدارة الإلكترونية ثم تدريب الموظفين والموظفات ثم وضع حوافز معنوية ومادية ودعم فريق عمل الجودة لتأدية مهامه كما ينبغي له. ومما ينبغي الإشارة له أنه يجب على مسؤول الجودة في المنشأة أن يكون متفائلًا، لكي يقوم بتوعية أفراد طاقم العمل في المنشأة أن هناك فرصة لتحسين العمل، لشحن الهمم ورفع المعنويات، وصدق القائل: تفاءل لتجد فرصة في كل صعوبة ولا تتشاءم فتجد صعوبة في كل فرصة ومن أهم الأمور التي تتأثر بها الجودة هي القيادة، هل القيادة داعمة للجودة وتمنحها صلاحيات ومجالاً واسعاً للعمل أم لا؟ وبناءً على ذلك يتحدد هل الجودة فاعلة أم لا؟. ربما يتساءل بعض أفراد المجتمع لماذا تحتاج المنشآت والمنتجات للجودة؟ من أجل التغيير وتحسين فرص العمل، فالتغيير يجلب الفرص، ولنتذكر: المنشأة التي لا تتقدم فهي تتقادم. ختامًا.. عندما نريد أن نحسِّن العمل فإننا نبحث عن السلبيات، وعندما نريد أن نحسِّن علاقاتنا مع الآخرين فإننا نبحث عن الإيجابيات.