بجانب الراحل المطرب سلامة العبدالله كان النجم الذهبي عبدالله السدحان ومن خلال مقطع قصير على قناة ذكريات يسرد لحظات تصويرهم لخمس حلقات من برنامج "مواقف طريفة"، كان هذا السرد بلغته العفوية هي لغة الزمن الجميل التي شهدت انطلاقة السدحان وزملائه ممن أصبحوا الآن نجوم الساحة الدرامية بالمملكة، كان يعترف أن بعض الحلقات الخمس قد يكون فيها إسفاف بسيط أو خروج عن المضمون، اعتراف فيه رقي وتقبل للنقد وبعيد عن الفوقية التي ارتسمت على الكثيرين في هذا الزمن من نجوم تلك المرحلة. عبدالله السدحان ومن السنوات الأخيرة ومنذ انفصاله عن رفيق دربه فنيا ناصر القصبي، مر بعدة تجارب، وهي ليست تجارب بمعناها الحرفي ولكن نقصد خاض عدة مسارات درامية منوعة، وهي مرحلة صعبة لنجم كبير مثله، كون أن القصبي والسدحان ارتبطا بثنائية وارتبط المشاهد بهما، وقد تتسبب هذه الظاهرة لبروز نجم واختفاء نجم وهذه حقيقة وشاهدناها ولمسناها أمام أعيننا، فثنائية عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج الأشهر كثنائية خليجيا، عند الانفصال تسببت باختفاء نوعا ما لسعد الفرج على حساب استمرارية وتألق عبدالرضا، وهذا الأمر لا يغفل نجومية الفرج، ولكن الأحداث تسير كذلك، وكان بالإمكان أن يحدث للقصبي أو السدحان مثل تلك الحالة. عبدالله السدحان عكس هذه النظرية، بل بالعكس ورغم الإمكانيات التي وجدها القصبي من خلال مجموعة MBC والدعم الكبير، هو وأفراد أسرته أيضا، وتوقف نوعا ما السدحان، إلا أن الأخير لم يستسلم واستطاع أن يسير عكس التيار بالفعل، وبالعكس اختط لنفسه مسارا جديدا ومختلفا، وأثبت أنه بالفعل نجم مخضرم وأكثر نضجاً عن السنوات الماضية، دخل في أعمال كويتية رائعة وخصوصا "كسرة ظهر" العام 2020م وجدد التجربة الكويتية بعمل أكثر من رائع "شليوي ناش" وأكمل هذا الحضور المخضرم بتجربته الكوميدية "الديك الأزرق" التي نشاهدها حاليا بمشاركة النجم بيومي فؤاد والنجمة شيماء سيف. النجم الحقيقي هو الذي يبقى ويظل متألقا مهما كانت الظروف من حوله، ومهما واجه من صعوبات، والسدحان من النجوم الذي ينتقدون أنفسهم قبل أن ينتقدهم الآخرون وهو متصالح مع نفسه، والأهم أنه يملك موهبة وحضورا وثقافة فنية ووعيا وهذا هو الأهم، لذلك نسعد ونحن نشاهد حضوره المبهر خلال السنتين الماضيتين وبأسلوب درامي مختلف ومتنوع.