افتتحت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة للنظام في طهران السبت مؤتمرها السنوي العام بمشاركات شخصية وعبر الفيديو في شكل غير مسبوق من حيث الحجم، وقد وجهت انتقادات حادة للرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي بوصفه "تابعا" أظهر انتخابه ضعف النظام. والمؤتمر الذي عقد تحت عنوان "إيران الحرة 2021" ربط عبر الإنترنت آلاف المنتمين لمجاهدي خلق في معسكرهم في ألبانيا مع مؤيديهم حول العالم، وبينهم شخصيات سياسية غربية أبرزها وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو، كما ترافق مع تنظيم تجمعات احتجاجية في برلين ولندن وبروكسل. وتحظر إيران المنظمة التي يشكل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية جناحها السياسي، لكنها تنشط في المنفى سعيا للإطاحة بالنظام الديني الفاشي، وهي تتهم رئيسي بالمسؤولية عن إعدامات جماعية طالت الآلاف من عناصرها العام 1988. وقالت مريم رجوي رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في كلمتها التي ألقتها في معسكر أشرف الثالث في ألبانيا: إن "نظام الملالي في مأزق. والشعب الإيراني يقترب من النصر وسيحرر إيران". ودانت رجوي الانتخابات الرئاسية الإيرانية "الزائفة" التي جرت في 3 يونيو وحقق فيها المتطرف رئيسي فوزا ساحقا. واعتبرت أن "لا شيء يفسر تعيين رئيسي لرئاسة السلطة التنفيذية، سوى الخوف من الانتفاضة والاحتضار السياسي لولاية الفقيه". وأضافت "لكنهم حفروا قبرهم بأنفسهم. إنهم مثل عقرب يلدغ نفسه عندما تحاصره ألسنة اللهب. تاريخ انتهاء صلاحية هذه الديكتاتورية الدينية قد أزف". وقارنت رجوي بين انتخاب رئيسي وإعلان الشاه محمد رضا بهلوي الأحكام العرفية العام 1978 "التي جاءت نتائجها بعكس التوقعات" وأدت إلى اندلاع الثورة. ويتهم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومنظمات حقوقية رئيسي الذي يتسلم منصبه بداية أغسطس بلعب دور أساسي في إعدام آلاف سجناء المعارضة ومعظمهم من المنتمين لمجاهدي خلق. وهو متهم أيضا بأنه كان جزءا من "لجنة الموت" المؤلفة من أربعة أعضاء والتي أرسلت المحكوم عليهم بالإعدام إلى الموت من دون مراعاة أدنى الإجراءات القانونية. وتقول غالبية المنظمات الحقوقية إضافة إلى مؤرخين أن ما بين أربعة إلى خمسة آلاف شخص قضوا في هذه الإعدامات، لكن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية يقدر الرقم بنحو 30 ألفا. والعام الماضي أبلغ سبعة مقررين خاصين تابعين للأمم المتحدة الحكومة الإيرانية بأن "الوضع قد يرقى إلى أن يكون جريمة ضد الإنسانية"، ودعوا إلى فتح تحقيق دولي بالقضية في حال لم تظهر طهران محاسبة كاملة للمرتكبين. ووصفت رجوي خامنئي ورئيسي والرئيس الجديد للسلطة القضائية غلام حسين محسني إيجئي بأنهم "قطيع من آكلي لحوم البشر" يجب أن يوجه إليهم الاتهام بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وطالبت بعدم استقبال رئيسي في الدورة المقبلة للجمعية العمومية للأمم المتحدة بسبب أحداث العام 1988. وقال بومبيو في كلمة عبر الفيديو إن: "رئيسي سيلعب دور وريث خامنئي"، مكررا المطالبة بمحاسبته على مجازر العام 1988 ومضيفا أن "النظام في أضعف نقطة له منذ عقود". وتابع "سيبقون على العرض مستمرا ما أمكنهم، أنا واثق بأن الشعب الإيراني لن يسمح له بالاستمرار، الجمهور يريد أن يصل هذا العرض إلى نهايته". وحذر بومبيو أوروبا من التفاوض مع رئيسي قائلا "أي تعامل مع رئيسي سيكون بمثابة التعامل مع قاتل جماعي". ودعمت منظمة مجاهدي خلق الخميني في ثورته التي أطاحت بالشاه العام 1979، لكنها سرعان ما اصطدمت مع السلطات الإرهابية الجديدة وانطلقت في حملة للإطاحة بالنظام الفاشي. ودعمت المنظمة العراق إبان عهد الراحل صدام حسين خلال الحرب العراقيةالإيرانية (1980 - 1988). والعام 2016 تم نقل مقاتليها المتمركزين في العراق إلى أماكن أخرى وخصوصا ألبانيا بموجب اتفاق مع الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة.