قد يختلف الناس في أفكارهم واتجاهاتهم، فمنهم يرى السعادة في الإنجاز والنجاح، إلا أنه شعور مشترك للإنسان بشكل عام، وحتى الحيوانات بإمكانها أن تشعر بالسعادة، وقد يرى البعض السعادة في المال والمظاهر الباهظة، فلا تتحقق سعادتها إلا مع الأشياء الثمينة. مفهوم السعادة في علم النفس: لقد عرّف علم النفس السعادة بأنها نتائج الشعور أو الوصول لدرجة رضا الفرد عن حياته أو جودة حياته، أو أنّها الشعور المُتكرر لانفعالات ومشاعر سارّة، وفيها الكثير من الفرح والانبساط، وهذا يعني أنّ السعادة في علم النفس، مفهومٌ يتحدّد بحالة أو طبيعة الفرد، فهو من يقرر سعادته من تعاسته، أو أنّ الأمر منوطٌ به، وبطبيعة تفاعله مع الظروف المحيطة، والمواقف الحياتية التي يمرّ بها. مفهوم السعادة لدى الفلاسفة: أما بالنسبة للفلاسفة، فينظر أفلاطون إلى السعادة على أنّها عبارة عن فضائل الأخلاق والنفس، كالحكمة والشجاعة والعدالة والعفة، كما أضاف أفلاطون أن سعادة الفرد لا تكتمل إلا بمآل روحه إلى العالم الآخر، في حين عرّف أرسطو السعادة أنّها هبة من الله، وقسمها إلى خمسة أبعاد، وهي: الصحة البدنية، والحصول على الثروة وحسن تدبيرها واستثمارها، وتحقيق الأهداف والنجاحات العملية، وسلامة العقل والعقيدة، والسمعة الحسنة والسيرة الطيبة بين الناس. هل الظروف الصعبة المتكررة التي نمر بها تعد سبباً في زوال السعادة؟ تأكد جيداً أن الظروف الصعبة التي تمر بها هي حالة مؤقتة وليست نهاية السعادة، فلا تدع الدنيا تخدعك، فربما تكون لحظة انفراج الأزمة قريبة جدًا وأنت لا تدري. فعندما تشتد الأمور، قد يكون هذا وقت الاحتفال، لأنك حينها قد تكون أقرب إلى تحقيق ما تريده أكثر مما تتخيل، وهذا هو طبع الحياة، فهناك مبدأ يحكم هذا الأمر، وهو مبدأ "الفرج بعد الضيق"، فقد يضيق بنا الحال ويبدو على أسوأ ما يكون، ونحس كأن السعادة ذهبت من بين أيدينا، ولكن إذا تمهلنا قليلاً وتحلينا بالصبر، فسنكافأ على صبرنا هذا ونحصل على ما نريد، فدائمًا ما تكون أحلك الساعات هي تلك التي تسبق الفجر، وأخيراً نقر أن المال يصنع شيئاً من السعادة ولكن تبقى ناقصة، لأن الإنسان بطبعه كائن اجتماعي يحتاج الحب والعائلة والأصدقاء، فالسعادة قرار وأنت المسؤول عن تحقيقها، خاصة إذا كنت إنساناً قنوعاً وراضياً عن نفسك ورسمت طريقاً لتحقيق أهدافك، وأعطيت قيمة للأشياء الجميلة التي من حولك، فحتماً ستشعر بالسعادة الحقيقية كما قالت أليس والكر: "لا تنتظر من الآخرين أن يسعدوك، بل اصنع سعادتك بنفسك، لأنه إذا لم تتعلم كيف تسعد نفسك، لن يسعدك أحد، ولن تسعد أيضاً أحد".