قال رئيس الوزراء الكوري الجنوبي كيم بو-جيوم الجمعة: إن الجهود التي بذلتها الحكومة على مدار عام ونصف لاحتواء وباء فيروس كورونا المستجد، تواجه أزمة خطيرة، مؤكداً ضرورة تشديد إجراءات مكافحة الفيروس. وقال رئيس الوزراء في بيان للأمة: إن أكثر من 80 % من حالات الإصابة الجديدة كانت في العاصمة والمدن المجاورة لها، لليوم الثالث على التوالي. وأوضح أن 90 % من حالات الإصابة بطفرة «دلتا» المتحورة من كورونا والأشد قابلية للانتقال كانت في سول وهذه المدن، بحسب ما أوردته وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء. وأضاف رئيس الوزراء أنه نظراً لحالات الإصابة بالفيروس خلال الأسبوع الأخير، تكون العاصمة والمدن المجاورة لها بالفعل ضمن نطاق المستوى 3 في مخطط التباعد الاجتماعي الجديد. وأوضح أنه من المثير للقلق أن عدد حالات الإصابة آخذ في الازدياد بين الشباب النشيطين، داعياً إلى الامتناع عن التجمعات الخاصة، وارتداء الكمامات حتى لو تم التطعيم. ثم حذر رئيس الوزراء مراراً وتكراراً من الرد الصارم على المسيرة التي خطط لها الاتحاد الكوري لنقابات العمال وهو مجموعة عمالية متشددة تضم حوالي مليون عضو. وأشار إلى أن تنظيم مسيرة حاشدة في منطقة سيئول والمدن المجاورة لها التي تشهد حالياً زيادة في حالات الإصابة اليومية بكوفيد- 19، سيكون له تأثير «صب الزيت على النار». وأعلنت وكالة مكافحة الأمراض والوقاية منها في كوريا الجنوبية اليوم الجمعة تسجيل 826 إصابة جديدة بكوفيد- 19 خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، ليرتفع إجمالي الإصابات في البلاد إلى 158 ألفاً و549 إصابة. وسجلت كوريا الجنوبية سجلت 3 حالات وفاة إضافية، ما يرفع إجمالي الوفيات إلى 2024. كما تعافى من المرض 295 حالة خلال نفس الفترة ليرتفع إجمالي المتعافين إلى 148 ألفاً و319 حالة. وتلقى 34ر15 مليون شخص على الأقل جرعتهم الأولى من اللقاح المضاد لكورونا منذ أن بدأت البلاد برنامج التطعيم في 26 فبراير الماضي، وهو ما يمثل 9ر29 % من تعداد سكان البلاد البالغ 3ر51 مليون نسمة. من جهة أخرى، وفي ألمانيا أعطى رئيس ديوان المستشارية في برلين، هيلجه براون، الأشخاص الذين تم تطعيمهم أملاً في عدم تطبيق إجراءات الإغلاق عليهم، حتى حال حدوث موجة جديدة من وباء كورونا، وذلك إذا أثبتت اللقاحات فعاليتها ضد الطفرات المتحورة عن الفيروس. وقال براون في مقابلة مع إذاعة وسط ألمانيا بثتها الجمعة: «مادام التطعيم لدينا يعمل بشكل جيد للغاية، ليس من الوارد تطبيق إغلاق على أولئك الذين تم تطعيمهم بالكامل بل يمكن أيضاً السماح لهم بالعودة إلى الحياة الطبيعية، مثل الذهاب إلى الحفلات الموسيقية، والتسوق». وأشار براون إلى أن معهد «روبرت كوخ» لمكافحة الأمراض ذكر أن الأشخاص الذين يتمتعون بحماية كاملة من التطعيم لم يعودوا جزءاً من الوضع الوبائي بشكل كبير. وأوضح أن هذا يتعلق بشكل أساسي بالطفرة «ألفا» المتحورة من فيروس كورونا، مضيفاً أن من تلقوا التطعيم ليسوا في خطر حقيقي، كما أنهم لا يعرضون الآخرين للخطر، وقال: «ومن ثم لا يوجد سبب يدعو إلى تقليص اختلاطهم». من جهتها، أعلنت روسيا الجمعة أنها لن تفرض تدابير حجر جديدة رغم تسجيل حصيلة وفيات قياسية بالفيروس لليوم الرابع على التوالي. سجلت السلطات الجمعة 679 وفاة بفيروس كورونا خلال فترة 24 ساعة، في حصيلة يومية قياسية لليوم الرابع على التوالي وفق تعداد رسمي. وتواجه روسيا، خامس أكثر الدول تضرراً بالفيروس في العالم، تفشياً واسعاً للوباء نجم عن انتشار المتحورة «دلتا» شديدة العدوى وسط تدهور الوضع جراء بطء حملة التطعيم. ودفع ارتفاع أعداد الإصابات بالرئيس فلاديمير بوتين مرة أخرى هذا الأسبوع، لحض الروس على تلقي اللقاح. غير أن الكرملين أعلن الجمعة أن فرض تدابير حجر جديدة غير مطروح للنقاش. وقال المتحدث ديمتري بيسكوف: «لا أحد يريد تدابير إغلاق، ونعم المسألة غير مطروحة للنقاش»، مضيفًا للصحافيين «المسألة ليست قيد النقاش، ولذا.. يجب أن نتلقى جميعاً اللقاح في أقرب وقت». وسجلت سان بطرسبورغ، ثاني أكبر المدن الروسية، الجمعة 101 وفاة بالفيروس، أي أدنى بقليل من حصيلة قياسية بلغت 119 وفاة في وقت سابق هذا الأسبوع.