ودعت هولندا منافسات بطولة أوروبا 2020 لكرة القدم أمس الأحد وهو واقع يؤكد أن هذا المنتخب لا يزال بعيدا تماما عن مستوى منتخبات القمة في أوروبا رغم تحقيقه بعض التقدم بعد سنوات من التعثر والتراجع. وفي تناقص صارخ مع بطولات أخرى حيث كانت مرشحة فعلية للفوز خرجت هولندا من البطولة الحالية عقب الهزيمة 2-صفر أمام جمهورية التشيك في دور 16 في العاصمة المجرية بودابست بعد طرد مدافعها ماتيس دي ليخت في الشوط الثاني. لكن ورغم التأثير الهائل للبطاقة الحمراء على مجريات اللعب فإن المنتخب الهولندي قدم أداء سيئا للغاية خلال المباراة التي أقيمت في أجواء شديدة الحرارة. وفقط كان المدافع المتألق دينزل دمفريس، أفضل لاعب في الفريق في البطولة، على مستوى سمعته المتنامية بينما فشل نجوم الفريق الذين قدموا أداء متميزا في المباريات الثلاث الماضية من البطولة في الحفاظ على تألقهم في الوقت الذي كان الفريق في أمس الحاجة إلى ذلك. وتراجع تماما أداء المهاجم ممفيس ديباي بينما وجد القائد جورجينيو فينالدم نفسه مراقبا تماما وتحت ضغط كبير في خط الوسط. وبالنسبة للمدرب فرانك دي بور فإنه تعرض لجولة جديدة من الانتقادات والتساؤلات حول قراراته الخاصة بالتشكيلة والبدلاء ومستقبله على رأس الجهاز الفني للمنتخب. وقد أثار دي يونج بالفعل غضب النقاد والمحللين قبل انطلاق البطولة عندما قرر عدم اللعب بالطريقة الهولندية التقليدية 4-3-3 وهي طريقة هجومية وقرر بدلا من ذلك الاعتماد على طريقة 5-3-2 وهي طريقة تعرضت لانتقادات كبيرة عندما استخدمها المدرب السابق لويس فان جال في كأس العالم 2014 أيضا. وقال فان جال عن الطريقة "اليوم أعتقد أن طريقة 5-3-3 هي أفضل طريقة حيث يمكن من خلالها الهجوم والدفاع والضغط في كل مكان والحد من المخاطر إذا لعبت جيدا". احتواء الغضب ونجح دي بور في احتواء غضب الجمهور الهولندي تجاه طريقة اللعب من خلال الفوز بجميع مباريات الفريق الثلاث في البطولة الحالية في دور المجموعات (أمام أوكرانيا والنمسا ومقدونيا الشمالية في أمستردام) تماما مثلما نجح سلفه فان جال في ذلك عندما تأهل المنتخب لقبل النهائي في كأس العالم في البرازيل. وبدا أن المنتخب الهولندي يحققا قفزات كبيرة نحو الأفضل في مستوى أدائه بعد غيابه عن أخر بطولتين كبيرتين وهما بطولة أوروبا 2016 في فرنسا وكأس العالم 2018 في روسيا قبل ثلاثة أعوام. لكن الفريق لم يكن على مستوى تطلعات الجماهير الهولندية المتعطشة للنجاح بعد تأهل فريقها للمباراة النهائية لكأس العالم قبل عقد واحد فقط تقريبا. ونتيجة لذلك سيتعين على دي بور مواجهة موجة جديدة من الانتقادات والتساؤلات حول قدرته على الاضطلاع بالمهمة في الوقت الذي يفكر فيه في جدوى الاستمرار على رأس الجهاز الفني ومحاولة قيادة الفريق إلى نهائيات كأس العالم 2022 في قطر.