لا يزال ظل الرئيس ترمب يخيّم على الولاياتالمتحدة ومجريات الأحداث فيها حيث أعلنت محكمة نيويورك يوم الخميس عن تعليق شهادة المحاماة الخاصة ب"رودي جولياني" محامي الرئيس ترمب حيث اتهّمته المحكمة بنقل بيانات كاذبة ومظللة بشأن نتيجة انتخابات العام 2020. وبحسب المحاميان جون ليفينثال وباري كامينز المدافعان عن جولياني الحاكم السابق لمدينة "نيويورك" فإن نتيجة الحكم جاءت "مخيبة للآمال" حيث طالبا باستئناف التحقيقات في جلسة استماع جديدة قد تعيد جولياني إلى عمله كمحام في نيويورك. ويواجه جولياني محاكمة أخرى في عاصمة الولاياتالمتحدةواشنطن بسبب دعوى تشهير رفعتها عليه شركة إدارة الانتخابات "دومينيون" التي تقاضي جولياني وآخرين مقرّبين من الرئيس ترمب بسبب دعوى تشهير رفعتها الشركة على جولياني الذي اتّهم "دومينيون" بتزوير الانتخابات. ووصفت محكمة نيويورك تصريحات جولياني ب"الخطيرة" و"المهددة" للأمن العام في الولاياتالمتحدة مرجحة أن يواجه جولياني "عقوبات دائمة" بعد الانتهاء من النظر في القضية. وتعتبر محاكمة جولياني أمراً غير مسبوقاً لمحامي رئيس أميركي، حيث يخضع لتحقيقات في عدة محاكم بالإضافة إلى تحقيقات تقوم بها FBI "مكتب التحقيقات الفيدرالي" تتعلّق بمعاملاته مع أوكرانيا في قضية "هانتر بايدن"، كما صادرت "اف بي اي" في أبريل الماضي هواتف جولياني وجهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به. وبحسب الادعاء فإن محامي ترمب تورّط بالضغط على مسؤولين أوكرانيين بشكل غير قانوني للحصول على معلومات تخص مزاعم فساد تخص "هانتر بايدن" نجل الرئيس الأميركي جو بايدن. عودة ترمب على الرّغم من انتهاء عهد دونالد ترمب، إلا أن تداعيات فترة حكمه لا تزال تؤثر على المشهد السياسي الأميركي، وتحديداً في أروقة الحزب الجمهوري، فبعد أنباء عن رغبة الرئيس ترمب بترشيح نفسه لمنصب المتحدّث باسم الحزب الجمهوري في مجلس النواب الاميركي، أكّد مقرّبون من ترمب لشبكة "ABC" نيوز الأمريكية أنه لا يملك أي رغبة بالترشّح لهذا المنصب. ومن المقرر أن يقوم الرئيس ترمب يوم السبت القادم بأول تجمّع جماهيري حاشد بعد خروجه من البيت الأبيض حيث دعا أنصاره للقاء به في مسيرة ستقوم في ولاية أوهايو. وكتب ترمب في بيان نشره على موقعه الخاص "حشود كبير في ولاية أوهايو تنتظر حضور مسيرة ترمب السبت القادم"، مضيفاً "أراكم السبت لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى". وسيكون هذا التجمع الحاشد هو الأول الذي سيقيمه ترمب بعد خطبته الشهيرة في السادس من يناير، والتي دعا فيها أنصاره للتحرّك لوقف "سرقة الانتخابات" ما قاد إلى أحداث اقتحام الكابيتول. وبحسب بيان موقع ترمب فإن التجمع سيتضمن حضور عدد من المرشحين الجمهوريين لمناصب محلية وفيديرالية حيث سيدعم ترمب ترشيحهم. وسيدعم ترمب خلال المسيرة مرشح الكونغرس "ماكس ميلر" والذي يواجه في انتخابات أولية داخل الحزب الجمهوري أنتوني جونزاليس وهو أحد الجمهوريين المصوّتين في كانون الثاني يناير لعزل ترمب. وبينما يستمر انقسام الحزب الجمهوري بين "ترمبيون" ومعادين لترمب داخل الحزب، تسعى نيكي هيلي، مبعوثة أميركا السابقة إلى الأممالمتحدة إلى تقديم نفسها كمرشحة مستقبلية محتملة للرئاسة في أميركا بعد خلافات اندلعت بينها وبين ترمب. وكانت هيلي قد تجنّبت باستمرار تصعيد الخلافات التي دارت بينها وبين الرئيس السابق ترمب للحفاظ على تأييد جمهور ترمب والتمسّك بخط جمهوري وسطي حتى انتقدته علناً بعد أحداث الشغب في السادس من يناير. من جانبه قال السياسي الجمهوري كيث نوتون لشبكة "ذا هيل" الأميكرية أن ترمب لن يسمح لنيكي هيلي بأن تكون مرشّحة الحزب الجمهوري والحزب لن يقبل بوجه مرفوض لدى القاعدة الشعبية لترمب. مردفاً "ترمب ينتقم الآن من كل من لم يسانده أو وجّه له كلمة انتقاد واحدة، وحتى إن لم نراه مرشحاً للرئاسة في المستقبل فإنه سيتسبب بالتأكيد بالكثير من الصداع لكل من عارضه داخل الحزب الجمهوري" وتخوض هيلي معركة سياسية مبكّرة لضمان مستقبل سياسي مرموق لها في صفوف الحزب الجمهوري، حيث قامت منذ بداية العام الجاري بجمع تبرّعات بقيمة 250 ألف دولار للمرشّحين الجمهوريين للكونغرس كما تحاول أن تصلح العلاقة مع ترمب بعد انتقاداته لدوره في أحداث اقتحام الكابيتول. من جانبه قال السيناتور الجمهوري ماركو روبيو "علينا ألا نقلل من القيمة الاستراتيجية لنيكي هيلي، حيث تتمتع بشهرة ممتازة داخل الحزب الجمهوري، وتفكير استراتيجي أوصلها إلى غاياتها" مضيفاً "وجودها لوقت قصير في ادارة دونالد ترمب زاد من شهرتها وكانت من القلة القليلة التي حظيت باحترام الجميع في الحزب الجمهوري كما أنها تملك خلفية ثقافية وعرقية تساعدها لتبرز كمرشحة رئاسية مستقبلاً". وتعتبر نيكي هيلي، من أبرز السياسيين الجمهوريين من أصول مهاجرة حيث هاجر والداها من ولاية بنجاب الهندية إلى الولاياتالمتحدة في العام 1969 لتولد هيلي في ولاية نورث كارولاينا في العام 1972. وبدأت هيلي حياتها السياسية كمحافظ لولاية كارولاينا الجنوبية في العام 2011 كما مثّلت مقاطعة ليكسينغتون في مجلس النواب في كارولاينا الجنوبية وهي أول امرأة تشغل منصب محافظ لولاية كارولاينا الجنوبية في سن 43 وهي أصغر محافظ حالي في عموم الولاياتالمتحدة.