حملت تصريحات وزراء خارجية الدول الثلاث مصر والأردنوالعراق عقب القمة الثلاثية التي عقدت في بغداد رسالة تضامن وتأييد للقاهرة في أزمة سد النهضة وكذلك مساندة للعراق في حربه ضد الإرهاب. وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، في مؤتمر صحفي مع نظيريه المصري سامح شكري والأردني أيمن الصفدي عقب قمة القادة، إن قادة البلدان الثلاثة أكدوا على أهمية التعاون المشترك واستثمار الفرص الاقتصادية والسياسية. وأضاف أن القادة ناقشوا القضايا السياسية والاقتصادية التي تهم المنطقة العربية. من جانبه، قال الصفدي إن "تجمعنا مع مصر والعراق علاقة مركزية وقمة بغداد تأتي في إطار تعزيز التكامل والتعاون والبناء لتحقيق الأفضل لشعوبنا". وتابع: "نقف بجانب العراق في مجال مكافحة الإرهاب وعملية إعادة البناء والاستقرار، ونشدد على ضرورة تحييد العراق عن أي خلافات إقليمية". وشدد على "الوقوف بشكل كامل مع مصر والسودان وموقفهما العقلاني بشأن ملف سد النهضة"، مشددا على أن "أمن مصر المائي جزء من الأمن العربي". وأشار إلى أن القمة أكدت على ضرورة التوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية، وإنهاء الأزمة السورية والتوصل لحل نهائي للأزمة في ليبيا. بدوره، قال وزير الخارجية المصري إن "قمة بغداد استعرضت تعزيز القدرات الاقتصادية والتضامن مع العراق لمواجهة تحدياته العديدة من منطلق وحدة المصير التي تجمع بين البلدان الثلاثة". وأعرب عن أمله في تستضيف بلاده الأردنيةالعراقية المصرية الرابعة في القاهرة. وشهدت بغداد، اليوم الأحد، أعمال القمة الثلاثية بين العراق ومصر والأردن، وركزت مناقشاتها على التعاون الاقتصادي والأمني والتجاري بين هذه الدول العربية الثلاث. وشارك في القمة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي. وبدأ منذ يومين تشديد الإجراءات الأمنية في العاصمة العراقية استعداداً لهذه المحادثات التي يتوقع أن تركز على العلاقات التجارية بين الدول الثلاث المجاورة وكذلك التعاون الأمني. وإثر محادثات مقتضبة بين الرئيس العراقي برهم صالح ونظيره المصري عبدالفتاح السيسي بعد وصول الأخير إلى مطار بغداد الدولي، شدّد صالح على أهمية "رفع مستوى التنسيق" بين الدول الثلاث و"تنمية آفاق التعاون في الاقتصاد والتجارة والتنمية ومشاريع البنى التحتية ونقل الطاقة والنفط". ورحّب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بتغريدة بهذا اللقاء، معتبراً أنه يؤسس ل"مستقبل يليق بشعوبنا". وتعقد هذه القمة أخيراً بعدما أرجئت مرتين، الأولى عندما وقع حادث تصادم القطارين الدامي في مارس والثانية إثر قضية "زعزعة الاستقرار" في الأردن في أبريل. وعقد الأردن ومصر والعراق اجتماعات مماثلة خلال العامين الماضيين ركزت على البنى التحتية والتنسيق المشترك لمحاربة التنظيمات الإرهابية. وفي قمة مماثلة في الأردن في أغسطس 2020، شدّدت الأطراف الثلاث على "أهمية تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والحيوية كالربط الكهربائي ومشاريع الطاقة والمنطقة الاقتصادية المشتركة" بينها. وبعد تلك القمة توجه الكاظمي إلى واشنطن، حيث التقى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في لقاء اعتبر جولة ثالثة من "الحوار الاستراتيجي" بين البلدين، تلاه تخفيض عدد القوات الأمريكية في العراق من 5200 عسكري إلى 2500 بحلول يناير 2021. وكلّ من القاهرة وعمّان حليفتان للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ولذلك ينظر إلى هذه القمّة على أنها محاولة لتقريب العراق من واشنطن وتحقيق توازن في علاقته معها، وسط خصومة تزداد تعقيداً بينها وبين إيران التي تدعم فصائل مسلحة في العراق، لا سيما فصائل الحشد الشعبي المنضوية في القوات الرسمية العراقية والتي يتعاظم نفوذها يوماً بعد يوم في البلاد. وعلى مدار يومين شهدت بغداد، انتشاراً أمنيا مكثفاً بنشر مركبات عسكرية في الشوارع العامة، ضمن ترتيبات عقد القمة التي تأتي استكمالا للقمتين السابقتين في القاهرة بمصر والبحر الميت بالأردن. وفي نهاية مارس/آذار الماضي، أعلن الكاظمي تأجيل القمة الثلاثية بين العراقوالأردن ومصر، التي كان من المقرر عقدها في السابع والعشرين من الشهر ذاته في بغداد، بسبب حادث تصادم قطارين في مدينة سوهاج جنوبي مصر. ويرى خبراء ومراقبون من البلدان الثلاثة، أن القمة الثلاثية في بغداد تنطوي على أهمية فيما يتعلق بالتحرك نحو الأفق العربي بخطوات عملية وواقعية.