بعد ليلة من احتفال آلاف الأميركيين في شوارع الولاياتالمتحدة بالرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، وكلمة تاريخية من الرئيس المنتخب أكد فيها على رسالته الداعية لتوحيد الأميركيين بدأ بايدن بالعمل على صياغة شكل حكومته المقبلة. وأكدت عدة مصادر مقرّبة من جو بايدن على أن الرئيس المنتخب وبحلول موعد انتقاله إلى البيت الأبيض في منتصف يناير من العام المقبل سيكون قد شكّل مجموعته الاستشارية التي ستعالج التداعيات المترتبة على انتشار وباء كوفيد - 19 في الولاياتالمتحدة. وأشار بايدن في كلمة النصر في ويلمينغتون بولاية ديلاوير إلى نيته الاعتماد على مجموعة من كبار العلماء والخبراء للعمل على التصدي لكورونا في الفترة المقبلة على أسس علمية. وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" فإن بايدن سيسمّي قريباً كبير موظفي البيت الأبيض والذي سيكون بمثابة يده اليمنى في الفترة الانتقالية وفي البيت الأبيض مستقبلاً. واستمّر بايدن في الساعات الأخيرة بعد الإعلان عن فوزه في الانتخابات بالتقدّم في عدد من الولايات التي لم تكن قد انتهت من فرز الأصوات بعد حيث وسّع من تقدّمه في بنسيلفانيا وجورجيا ونيفادا. ويزداد عدد المشكّكين بادّعاءات دونالد ترمب التي يقودها مجموعة من أصدقاء ترمب من المحامين بينما ينأى عنها معظم موظفي البيت الأبيض ومسؤولي إدارة ترمب بمن في ذلك مايك بنس ومايك بومبيو اللذان بقيا صامتين ولم يؤيّدا ادّعاءات ترمب. وترتفع على مدار الساعة أصوات جمهورية تطالب ترمب بالاعتراف بالهزيمة التي حسمتها صناديق الاقتراع، حيث يمتلك ترمب مهلة حتى يوم ال14 من ديسمبر المقبل ليقدّم أدلة دامغة على تزوير الانتخابات وذلك قبل أن يصوّت مندوبو الولايات للفائز الذي اختاره الناخب في كل ولاية. ومن بين عشر قضايا قدّمها أو يعتزم تقديمها محامو ترمب رودي جولياني، لم تأخذ المحاكم المبدئية في الولايات أي قضية على محمل الجد بشكل رسمي وذلك بسبب اعتماد فريقه من المحامين على أدلة فردية هي عبارة عن منشورات وتسجيلات فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بينما تحتاج المحاكم إلى أدلة دامغة على عملية تزوير "واسعة النطاق" لكي تمضي في تحقيقاتها وترسلها بعد ذلك إلى المحكمة الدستورية الأعلى في البلاد لأخذ القرار النهائي فيها إذا ما كانت محل خلاف في المحاكم المبدئية للولايات. وقال الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش الأحد: إنه تحدّث إلى جو بايدن، وقدّم له ما قدّمه للرئيسين ترمب وأوباما من صلوات وتمنيّات بالنجاح ووعد بتقديم أي معونة يحتاجها الرئيس الجديد للولايات المتحدة. وقال مستشارو ترمب وجمهوريون مقربون من ترمب لصحيفة "وول ستريت جورنال": إنه يتوقع أن يكون ترمب قد أصبح في موقف أسهل عليه لتقبّل الهزيمة بحلول يوم الثلاثاء حيث بدأ الآن يستمع من أشخاص يحترمهم يقولون له اترك الأمر يمر بسلام. وأضاف المصدر الجمهوري لصحيفة "وول ستريت جورنال": هناك الكثير من الأشياء التي يخشى ترمب عليها وخاصة مصالحه التجارية وصورته كزعيم من الحزب الجمهوري مستقبلاً". ودعا ادام كينزينغر، النائب الجمهوري في الكونغرس عن ولاية الينوي ترمب للتوقف عن بث المعلومات المغلوطة وتقديم أدّلة دامغة عن التزوير إن كان يملكها. وأرسل لاري هوغان، الحاكم الجمهوري لولاية ميريلاند بتبريكاته للرئيس المنتخب جو بايدن متمنياً له النجاح في إدارة البلاد في مرحلة صعبة تمر بها الولاياتالمتحدة. أما كريس كريستي، الحاكم الجمهوري السابق لولاية نيو جيرسي وحليف ترمب المقرّب والذي كان ملاصقاً لترمب أثناء تدرّبه على المناظرات التي واجه فيها ترمب منافسه جو بايدن، فدعا ترمب إلى تقديم مزاعم حقيقية على الاحتيال الذي يتحدّث عنه مصرّحاً لقناة ABC نيوز الأميركية بالقول: "الصداقة لا تعني أنني أعمى. ولا تعني أنني سأستمع لكل ما يقوله صديقي ولا تعني أنني سأمنحه الفرصة لأن يقول أشياء غير مدعومة بأدلة واضحة" مضيفاً: "لقد حان وقت المضي قدماً". وفي مقابلة تلفزيونية أجراها ميت رومني، المرشح الجمهوري السابق للرئاسة وعضو مجلس الشيوخ الأميركي مع شبكة "سي إن إن" قال رومني: "باركت للرئيس المنتخب جو بايدن وسأصلي له مثل أي رئيس آخر وعلينا أن نفكر الآن بالمستقبل وكيف سنعمل مع الجديد". وأكد رومني على خلافه السياسي في عدّة مناحٍ مع جو بايدن، مشيراً إلى عزمه التمسّك بالمبادئ المحافظة للجمهوريين في مجلس الشيوخ وفي مقدّمتها منع الديموقراطيين من تمرير ما يسمّى بال"الاتفاق الأخضر" الذي سيكلّف الحكومة الأميركية مليارات الدولارات لحماية البيئة، بالإضافة إلى تأكيده على السعي لمنع بايدن من زيادة الضرائب لأنها ستقتل الاقتصاد الأميركي على حد قوله. وأفاد رومني في حواره مع "سي إن إن" بأن ليلة الانتخابات كانت ليلة نصر كبير للحزب الجمهوري ما عدا ترمب حيث أثبت الناخب الأميركي تمسّكه بالقيم المحافظة وميله نحو القوانين المحافظة وليس القوانين اليسارية التقدّمية، حيث حافظ الجمهوريون على الغالبية في مجلس الشيوخ وقلبوا عدّة مقاعد في مجلس النوّاب لصالح الحزب الجمهوري. وعن ادّعاءات ترمب قال رومني: "ترمب يخلط ما بين احتمالية وجود خطأ بسيط في عد الأصوات في بعض الولايات والمزاعم عن تزوير الانتخابات وهذا ما اعتبره محاولة منها للانقلاب على الديموقراطية وعملية الانتقال السلمي". مضيفاً "أن يطالب بإعادة عدّ الأصوات في ولاية مثل جورجيا فيها فارق ضئيل بين المرشّحين فهو أمر مقبول أتفهّمه ولكن لا أعتقد أن إعادة العد حتى ستغيّر النتيجة، لكن أن يقول ترمب اعتماداً على ادعاء هنا وادّعاء هناك إن الانتخابات مزورة فهذا أمر لا أقبله". وأكد السيناتور الجمهوري ميت رومني استبعاده الشديد لوجود مؤامرة حيكت ضد ترمب في الولايات التي خسرها حيث يشرف على الانتخابات في كل ولاية من هذه الولايات مراقبون وموظفون من الحزبين. وأفاد رومني: "هل كان أحد يتوقّع مثلاً أن يخسر ترمب ويعترف بالهزيمة بين ليلة وضحاها؟".