تصدرت أنباء إتمام عملاقة الطاقة المتكاملة في العالم، شركة أرامكو السعودية أكبر الصفقات للاستثمار في جزء من أهم أصولها في عمق البنى التحتية، كأبرز صفقة على مستوى العالم، ونالت اهتمام كبار المستثمرين العالميين الذين تهافتوا لاستحواذ أكبر الحصص في صفقة شبكة الأنابيب التي لطالما ظلت طوال العقود الماضية بمنأى عن الظهور والالتفاتة، في وقت تمثل تلك الأصول مليارات الدولارات التي يمكن جنيها واستثمارها وبالتالي تعزيز تنويع موارد اقتصاد البلاد بعيداً عن عوائد النفط الخام المباشرة، في وقت اقتربت البلاد من تحقيق أهم خطط واستراتيجيات رؤية المملكة 2030 المرتكزة على تنمية الاقتصاد غير النفطي المزمع بلوغ نسبته 50 % من عوائد الدخل الوطني بحلول نهاية العقد الحالي، في وقت بلغت النسبة الآن نحو 43 % في أسرع تحويل بهر العالم أجمع. في الوقت الذي نجحت شركة أرامكو السعودية في تهبيط عوائدها النفطية المباشرة، مقابل تعظيم استثماراتها في قطاعات الغاز والتكرير والكيميائيات والمعالجة والنقل والتجزئة والتسويق، معززة متانة الشركة المالية وموثوقيتها ونجاحها الباهر بتزعم سوق الائتمان ونيل ثقة العالم في كافة أطروحات الشركة من الصكوك والسندات ومختلف أوراق الدين إلى النجاح الباهر في طرح جزء من أسهمها للاكتتاب المحلي العام إلى اكتتاب كبرى الشركات والمؤسسات العالمية وصفوة المستثمرين العالميين، إلى أن أصبح أكبر منتج ومصدر مستقل للنفط الخام والغاز الطبيعي في العالم، كيانا عالميا مملوكاً بمشاركة محلية وعالمية واسعة قوية متنوعة، انتهت أخيرا من نجاحها بجمع 6 مليارات دولار من خلال أكبر إصدار صكوك للشركات بالدولار في العالم، إلى إتمامها صفقة البنية التحتية بقيمة 12.4 مليار دولار مع ائتلاف دولي من المستثمرين. وبالنظر لصفقة البنية التحتية الأخيرة فهي تمثل استثمارا جديدا في عمق الشركة حيث للمرة الأولى تتيح أرامكو استثماراً في شبكة خطوط أنابيب نقل خامها حيث فرغت أخيراً من تمكين ائتلاف دولي من المستثمرين من الاستحواذ على حصة 49 % في شركة أرامكو لإمداد الزيت الخام، إحدى الشركات التابعة لأرامكو السعودية. وكجزء من الصفقة، دخلت شركة أرامكو لإمداد الزيت الخام وأرامكو السعودية في اتفاقية استئجار وإعادة تأجير لشبكة أنابيب النفط الخام التابعة لأرامكو السعودية مدتها 25 عامًا. وفي المقابل، ستحصل شركة أرامكو لإمدادات الزيت الخام بدورها على تعرفة مدفوعة من أرامكو السعودية عن كميات الزيت الخام التي تتدفق عبر الشبكة، وتكون تلك التعرفة مرتبطة بحد أدنى لحجم تلك الكميات. وستحتفظ أرامكو السعودية بحصة أغلبية نسبتها 51 % في الشركة الجديدة. وستظل أرامكو السعودية محتفظةً بملكية شبكة خطوط الأنابيب بشكلٍ كاملٍ مع السيطرة التشغيلية التامة عليها، كما لن تفرض هذه الصفقة أي قيود على الشركة من حيث كمية الإنتاج الفعلي للزيت الخام والتي تخضع لقرارات الإنتاج التي تتخذها المملكة العربية السعودية. قيادة أرامكو ثمنت هذه النقلة الاستراتيجية بإبرام هذه الصفقة مع الائتلاف الدولي الذي وضع كامل ثقته القوية بأعمال الشركة واستدامتها على المدى الطويل والنظرة الإيجابية لآفاقها المستقبلية. فيما تعكس مدى القيمة الكبيرة لأصولها وتمثل واحدة من أهم اللحظات التاريخية في رحلة أرامكو السعودية لتطوير محفظة أعمالها ومشروعاتها الاستثمارية وتحقيق فرص النمو. ولن تكتفي بذلك بل ستواصل خططها لاستكشاف الفرص للاستفادة من قدراتها الرائدة في صناعة الطاقة، وجذب النوع الأنسب من الاستثمارات إلى المملكة التي تتوافق أيضًا وبشكلٍ استراتيجي مع مبادرة برنامج (شريك)". وكان الاهتمام العالمي الكبير بالتسابق لانتزاع الصفقة اعتبرته شركة أرامكو دليلاً على استمرار ثقة كبرى المؤسسات الاستثمارية في مدى قوة أرامكو، كما يضع معيارًا جديدًا لصفقات البنى التحتية على مستوى العالم، وسوف تعتمد هذه الصفقة على البنية التحتية لخطوط أنابيب أرامكو السعودية ذات المستوى العالي لتحقيق قيمة مضافة وتعزيز مستوى العائدات للمساهمين، مما يعزز مرونة شركة أرامكو وقدرتها على التكيّف في ظل تغيرات الأسواق. وبالنظر لقوة أرامكو الائتمانية تجدها تعززت بأكبر إصدار صكوك للشركات بالدولار في العالم حيث تجاوز الاكتتاب في الإصدار 20 ضعفًا من الطلب الأولي، مما يعكس الثقة الكبرى لمستثمري أسواق المال العالمية في قدرات أرامكو السعودية واستراتيجياتها المستقبلية، وفي صناعة الطاقة في المملكة وقوة القطاع المالي والاقتصادي بشكل عام. وهو نجاح رائد يعكس رصيد الثقة الكبير والمركز المالي القوي لأرامكو السعودية وما تتمتع به من أداء وانضباط ومرونة وتميز تشغيلي. وقد كان الإقبال باهراً وقوياً على طرح أرامكو الدولي الأول للصكوك والذي لفت المستثمرين بتحقيق أكبر سجل طلبات على الإطلاق على مستوى العالم لصفقة صكوك مقوّمة بالدولار، حيث تجاوزت الطلبات 60 مليار دولار، وهو نجاح يمثّل تأييدًا قويًا من المستثمرين الدوليين لمكانة أرامكو السعودية الرائدة في قطاع الطاقة وقدرتها على تحقيق استراتيجيتها طويلة الأجل. في وقت استقطب هذا الإصدار أكثر من 100 مستثمر جديد من دول مختلفة، منهم من يستثمر للمرة الأولى في الصكوك، إيماناً بالثقة القوية بهيمنة عملاق الطاقة، أرامكو على كافة مناحيها لتبدو شركة الطاقة الكبرى المتكاملة في العام. وجديراً بالذكر إنجاز أرامكو المسبق في الربع الأخير من العام 2020، حينما أصدرت سندات ممتازة غير مضمونة، بما في ذلك حصول الشركة على أعلى طلب في التاريخ لسندات جديدة أُصدرت لأجلٍ مستقبلي مدته 50 عامًا. ورغم ظروف الجائحة وتأثيرها على الأسواق المالية حظي هذا البرنامج بإقبال استثنائي من المستثمرين العالميين بلغ 10 أضعاف حجم الإصدار الأساسي أو 187.5 مليار ريال سعودي (50 مليار دولار أميركي)، ما يدل على ثقة السوق في استراتيجية أرامكو السعودية طويلة الأجل وأدائها في المستقبل. وكانت أرامكو بدأت أول طرح عالمي لبيع سندات دولية أنجزتها في 16 إبريل 2019 بقيمة 12 مليار دولار ضخها المستثمرون الدوليون وأصبحت السندات مقبولة للتداول في السوق المالية المنتظمة في لندن، ومدرجة في القائمة الرسمية لدى هيئة الإدراج بالمملكة المتحدة واعتبر أكبر إصدار للسندات الدولية التي طرحتها عملاقة الائتمان والموثوقية، شركة أرامكو السعودية، بكل عزيمة وتحدٍ، وبينما كانت الشركة تستهدف جمع 12 مليار دولار، وكانت المفاجئة ببلوغ حجم الشراء 100 مليار دولار. دفع هذا النجاح والثقة العالمية التي اكتسبتها أرامكو بإتمام ثاني طرح للسندات الدولية بعد نجاحها اللافت وجدارتها المستحقة والموثوقة في سوق الدين العالمي بشهادة كافة المصرفيين الدوليين الذي مكنها من جمع 30 مليار ريال (8 مليارات دولار) من مشروعها العملاق الطموح للسندات الدولية متوسطة الأجل الذي نجح بطرح 40 ألف سند بقيمة إسمية 200 ألف دولار، إلا أنها نجحت بجلب مبالغ وصلت إلى 50 مليار دولار.