الاكتئاب عند الأطفال يُعد مشكلة حقيقية لا يمكن تجاهلها، يحدث بشكل شائع عند الذكور في سن أقل من 10، وعند الإناث في سن 16 فما فوق، حيث يمر الطفل بحالات مزاجية غير معتادة، فيشعر بالغضب أو الحزن أو يبالغ في ردود أفعاله، لكن في حال استمرت هذه المشاعر والسلوكيات فترة طويلة تصل لأسابيع أو شهور فمن المحتمل أن يكون الطفل مصابًا بالاكتئاب. قد يرافق المزاج السيّئ للطفل مشاعر وأفكار سلبية مثل الشعور بانعدام القيمة والرفض من قبل الآخرين، أو أن يشعر بأنه غير محبوب من الأهل أو الأصدقاء، ويكون الطفل غالبًا كثير الشكوى وينتقد نفسه باستمرار، وقد يفسر بعض الآباء تصرفات طفلهم غير المعتادة مثل العصبية بعدم الاحترام، أو يصفون الطفل بالكسل بسبب عدم قيامه بالمهام اليومية وانخفاض طاقته بشكل عام، لذا من المهم مراجعة الطبيب أو الأخصائي لتوضيح وضع الطفل النفسي وكيفية التعامل معه، حيث لا يمكن إهمال الاكتئاب عند الأطفال بأي حال من الأحوال. يسمى الاكتئاب عند الأطفال أحيانًا بالاكتئاب المقنع، حيث تفسر أعراضه بشكل خاطئ على أنها تغيرات نفسية طبيعة يمكن أن يمر بها أي طفل، وأهم أعراض اكتئاب الأطفال هو الشعور بالحزن وفقدان الأمل، وسرعة الغضب والانفعال، الشعور بالرفض من قبل الآخرين، والانسحاب من المجتمع، واضطراب في النوم، وكثرة الشكوى من آلام المعدة أو الصداع وغيرها، والشعور بانعدام القيمة، وفقدان الاهتمام بالأنشطة والهوايات، ونوبات من البكاء، والتفكير أو الإقدام على الانتحار. يتساءل البعض؛ لماذا يصاب الأطفال بالاكتئاب قبل تحمل المسؤوليات أو مواجهة عقبات الحياة؟ في الحقيقة غالبًا ما يأتي الاكتئاب للطفل بعد صدمة أو حادثة مؤلمة أو مواقف مؤلمة، وأبرزها المشكلات العائلية، والتعرض للتنمر، والتعرض لاعتداء جسدي أو جنسي أو نفسي، وجود تاريخ عائلي للإصابة بالأمراض النفسية أو العقلية، طبعاً لا يوجد اختبارات لتشخيص الاكتئاب، وإنما يعتمد ذلك على مقابلات الطفل والأهل مع الطبيب أو الأخصائي النفسي، يمكن أن يجري الطبيب بعض الفحوصات لاستبعاد أي حالة مرضية يمكن أن تسبب التقلبات المزاجية لدى الطفل. تشكل وصمة العار والمعلومات المضللة حول العلاج النفسي عائقا أمام الحصول على الرعاية النفسية للأطفال أو الكبار، لذا يجب على الأهل التغلب عليها واللجوء إلى المختصين في العلاج النفسي لحل المشكلة وتجنب أي مضاعفات محتملة في المستقبل، وأهم طرق علاج الاكتئاب عن الأطفال هي العلاج النفسي، حيث يمكن علاج الاكتئاب الخفيف إلى متوسط الشدة بالعلاج السلوكي المعرفي، ويمكن استخدام علاجات نفسية أخرى للأطفال في سن أصغر من 10 أعوام، مثل العلاج باللعب أو العلاج السلوكي أو العلاج النفسي الديناميكي. يمكن علاج الاكتئاب المعتدل إلى الشديد باستخدام الأدوية المضادة للاكتئاب إلى جانب العلاج النفسي، مع الحرص على الالتزام بالجرعات بشكل دقيق كما يصفها الطبيب سواء في بداية العلاج أو نهايته، فقد يتسبب العلاج في أعراض جانبية محتملة، ومؤسسة الغذاء والدواء تحذر من زيادة خطر الأفكار الانتحارية أو السلوك الانتحاري خصوصًا في بداية العلاج، لذا من المهم مراقبة الطفل ومتابعة كافة جلساته مع الطبيب النفسي.