أحب العرب الناقة وتعاطفوا معها وغنوا لها في مهامه الصحراء وهي ترقص مع عذب الحدا.. ولا عجب أن تحب العرب الإبل عامة والناقة خاصة، لأن الناقة مخلوق ذكي عطوف طروب، هي صديقة العربي في مقامه ورفيقته في سفره، أنيسته في الدروب الوحيشة وحارسته من السباع المخيفة، جليسته يستظل بها من شمس الصيف ويلتصق بجسدها الدافئ من برد الشتاء، يودها وتوده، يرفع عقيرته بالهجيني فتطرب معه وترقص له يجدد نشاطها وتُلهب حماسته وتشعره أنه قريبها وحبيبها، الناقة كائن وفي ذكي حسّاس، لهذا أكثر الشعراء في وصف الناقة وحبها وقدرتها على قطع الدروب وإزالة الهموم، ولن يتذوق ذلك الشعر ويحس بذاك الشعور إلا من رزقه الله (الذوق التاريخي) الذي يجعله يعيش الظروف التي قيل فيها ذلك الشعر، ويسافر بخياله يمخر الزمان والمكان ليري بعين الخيال المتعاطف بيئة الشاعر وحياته ووسائل معيشته في الزمن الذي أبدع فيه شعره.. فاطري خبي خبيبٍ برجواني وا عذابك وان طرى خلّي عليّه ( سلطان الدعجاني) ونستي ملحا من البوش غاربها سناد فاهق سنامها ناشبن بردوفها بالخضيرا راسها كنها تطرد جراد يخزي الشيطان يوم العيون تشوفها والأذاني بالصناقر كما الشلف الحداد افطس عرنونها ضافي غضروفها ذيلها ابتر, خوش عذروب والعرقوب عاد منشزت نداف قطن ايديها تحوفها والعضود مشمره عن مذكاها بعاد يوم أحلي باب عجلان بين كتوفها كتفها عن وركها عشرة اشبار وكاد والخفاف من الفحل والوصوف وصوفها هضبة متحنطره دامس فيها السواد قطعة من ليل تدفن يدك بدفوفها ديرهٍ متنقلة من بلد اليا بلاد القِرى في درها والذرا من صوفها زاد من غابوا مديدة ولافي البيت زاد عاطفة من عاطفة ما تخيب أضيوفها ينطحك ريحه عبسها مثل ريح الزباد كن مسك القيصرية بعث من جوفها تقهر الأعدا نهار المزايد والعناد كضمت من غبنها وصفقت بكفوفها (خلف بن هذال) هوى القلب خطوى نايفة والضلوع متان تجي بالحلا والزين وترد به فيها كبيرة مزر الورك فجحا من السيقان تخنطل قوايمها كبارٍ مواطيها تمايح بذبلٍ مثل دراهة القران نهار الطرب هذا لهذا يوديها لها غاربٍ متقدمٍ شامخٍ مليان يدافر حباك العيز والعيز حاليها وساع منادغها من الزور للكعيان بها كل شيٍ زين والملح غاشيها طموحٍ تحذف أشناقها واسعة بيعان فروعٍ فتون البيد عسمٍ أياديها ولا رايعت كن المعنق على رمان تعوجه من العاتق خفوقٍ لواحيها (شلعان بن ظافر الودعاني) (الشريف الرضي) فاطري خبي خبيبٍ برجواني وا عذابك وان طرى خلّي عليّه جَمَالِيَّةٍ وَجْنَاءَ تَرْدِي كَأَنَّهَا سَفَنَّجَةٌ تَبْرِي لأزْعَرَ أَرْبَدِ أراك ستحدث للقلب وجدا، إذا ما الظعائن ودعن نجدا بواكر يطلعن نقب الغوير شأون النواظر نأيا وبعداً تتبعهم نظرات الصقور آنسن هفهفة الطير جدا على قنوين، ألا من رأى ظعائن بالطعن والضرب نجدا نخالسها من خلال القنا سلاما، ونعلم أن لا تردا . كأن هوادجها والقباب يثنين منهن باناً ورندا . فما شئت تنسم بالقلب نشرا وما شئت تقطف بالعين وردا (الشريف الرضي) وَإِنِّي لأُمْضِي الهَمَّ عِنْدَ احْتِضَارِهِ بِعَوْجَاءَ1 بمِرْقَالٍ تَرُوحُ وتَغْتَدِي أَمُونٍ 2كَأَلْوَاحِ الإِرَانِ 3 نَصَأْتُهَا عَلَى لاحِبٍ كَأَنَّهُ ظَهْرُ بُرْجُدِ جَمَالِيَّةٍ وَجْنَاءَ تَرْدِي كَأَنَّهَا سَفَنَّجَةٌ تَبْرِي لأزْعَرَ أَرْبَدِ تُبَارِي عِتَاقَاً نَاجِيَاتٍ وأَتْبَعَتْ وَظِيْفَاً وَظِيْفَاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعْبَّدِ وإنْ شئتُ لَمْ تُرْقِل وإنْ شئتُ أرْقلتْ 4 مَخافَةَ مَلْوِيٍّ مِنَ القَدّ مُحصَدِ على مِثْلِهَا أمْضي إذا قالَ صاحبي ألا لَيْتَنِي أفديكَ منها وأفْتَدِي (طرفة بن العبد) 1-عوجاء: تتمايل حباً في الرقص 2-أمون: مأمونة وديعة محبة 3-الإران الخشب المصمت 4- الإرغال رقص الناقة على الهجيني راحلته أنيسته في وحيشة عبدالله الجعيثن