أشارت تقارير واردة من منظمة مجاهدي خلق الإيرانية من آلاف مراكز الاقتراع في طهران ومدن أخرى في إيران إلى مقاطعة واسعة النطاق لهذه المهزلة من قبل الشعب، على سبيل المثال، وفقًا للتقارير الواردة بحلول الساعة 10:00 صباحًا، كانت المراكز التالية خالية من الناخبين أو كان عددهم قليل: في طهران، مركز معهد خوارزمي وساحة فردوسي ومركز رازي التعليمي؛ وفي تبريز مركز طالقاني ونصف راه؛ وفي كرج مركزا مدرسة صدوقي ومدرسة غلامي؛ وفي أصفهان، مراكز مسجد المهدي ومسجد صاحب الزمان وثانوية ساعد؛ وفي مهرشهر مركزا مسجد صاحب الزمان وجامع حسين آباد الكبير؛ وفي كرمسار مراكز بنك ملي وبنك رفاه كاركران وثانوية رضوي؛ وفي بندركز مركز الغابات. وتمنع القوى القمعية في مختلف المدن أي تصوير لمراكز الاقتراع من خلال خلق جو من الرعب واعتقال من يقوم بالتصوير وفي طهران، شارع انقلاب ومحيط وزارة الداخلية والمناطق القريبة من المطار مليئة بعناصر الشرطة والباسيج ورجال الأمن في ثياب مدنية. خلال الليلة الماضية وصباح أمس، تمركزت دوريات الحرس للنظام الإيراني والباسيج والوحدات الخاصة في الساحات الرئيسية في إسلام شهر في طهران ونصبوا نقاط تفتيش في بعض الساحات. وكان نائب قائد قوى الأمن الداخلي في كيلان أعلن أمس اعتقال 27 مواطنا بحجة «الإضرار بسلامة الانتخابات». كما أفادت وكالة أنباء إيسنا التابعة للنظام بإغلاق 155 متجر على الأقل، و»تحذيرا ل 5073 محلا تجاريا»، وتحذيرا لإغلاق «1073 محلا تجاريا آخر» وأخذ التزام من «1371 متجرا» في محافظة كيلان وحدها. وفي تبريز، سادت أجواء أمنية شديدة في المدينة منذ الصباح الباكر، بالإضافة إلى قوة الشرطة القمعية والباسيج المعادي للشعب، يسيطر الحرس على الأوضاع في طهران من قبل الفيلق المعروف باسم محمد رسول الله وعلى الوضع في المدن من قبل الفيلق المعروف باسم سيد الشهداء، يتم التنسيق بين الحرس تحت رعاية مقر ثار الله وجهاز استخبارات الحرس. وأدلى الإيرانيون بأصواتهم الجمعة في الانتخابات الرئاسة وسط توقعات بفوز قاض متشدد خاضع لعقوبات أمريكية، رغم احتمال امتناع أعداد كبيرة عن التصويت وسط استياء من الوضع الاقتصادي الصعب ودعوات بالمقاطعة من الليبراليين في الداخل والخارج. وفي ظل الضبابية المحيطة بمساعي إيران لإحياء اتفاقها النووي المبرم عام 2015، يرى محللون إيرانيون أن المشاركة في الانتخاب بمثابة استفتاء على أسلوب تعامل الزعامة مع سلسلة من الأزمات. ودعا الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي إلى المشاركة القوية في الانتخابات وقال بعدما أدلى بصوته في العاصمة طهران «كل صوت له وزنه... تعالوا وشاركوا واختاروا رئيسكم... هذا أمر مهم لمستقبل بلدكم». والمرشح الأوفر حظا لخلافة حسن روحاني، البراجماتي الذي لا يمكنه الترشح لفترة ثالثة بموجب الدستور، هو إبراهيم رئيسي وهو من غلاة المحافظين. ورئيسي، الذي ينتقد الغرب بلا هوادة مثل خامنئي، خاضع للعقوبات الأمريكية بسبب مزاعم ضلوعه في إعدام معتقلين سياسيين قبل عشرات الأعوام. وقال المحلل السياسي جيسون برودسكي «إذا تم انتخاب رئيسي فسوف يكون أول رئيس لإيران في التاريخ المعاصر يخضع لعقوبات، ليس قبل توليه المنصب فحسب وإنما من المحتمل أثناء توليه السلطة كذلك». ورغم أن مئات من الإيرانيين، وبينهم أقارب لمعارضين قتلوا منذ الثورة الإسلامية عام 1979، دعوا لمقاطعة الانتخابات، فإن أنصار المؤسسة الدينية المخلصين من المتوقع أن يصوتوا لرئيسي. وستغلق مراكز الاقتراع أبوابها الساعة 1930 بتوقيت جرينتش لكن يمكن مد عملها لمدة ساعتين، ومن المتوقع صدور النتائج بحلول ظهيرة اليوم السبت. وتشير استطلاعات الرأي الرسمية إلى أن نسبة المشاركة قد لا تتجاوز 44 %، وهي نسبة تقل كثيرا عن الانتخابات السابقة. ويقول مسؤولون إيرانيون إن فوز رئيسي لن يفسد مسعى إيران لإحياء الاتفاق والتخلص من عبء العقوبات النفطية والمالية القاسية إذ أن المؤسسة الدينية الحاكمة تدرك أن مستقبلها السياسي يعتمد على معالجة الأزمة الاقتصادية المتفاقمة. وقال مسؤول حكومي «التحدي الأساسي أمام رئيسي هو الاقتصاد، ستندلع احتجاجات حتما إن هو أخفق في علاج الأزمة الاقتصادية». وقد يثير سجل رئيسي كقاض متشدد متهم بارتكاب تجاوزات قلق واشنطن والليبراليين الإيرانيين، لا سيما في ظل تركيز الرئيس الأمريكي جو بايدن بشدة على قضايا حقوق الإنسان في أنحاء العالم. وعين خامنئي في 2019 رئيسي، المنتمي لمرتبة متوسطة في تسلسل رجال الدين الشيعة، رئيسا للسلطة القضائية. وبعد بضعة أشهر من تعيينه، فرضت الولاياتالمتحدة عليه عقوبات بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان تشمل إعدام معتقلين سياسيين في الثمانينات وقمع اضطرابات في 2009، وهي أحداث لعب فيها دورا حسبما تقول جماعات حقوقية. ولم تقر إيران مطلقا بتنفيذ أحكام إعدام جماعية، ولم يتحدث رئيسي (60 عاما) علنا عما يتردد عن دوره في مثل هذه الأحداث والمنافس الأبرز لرئيسي هو محافظ البنك المركزي البراجماتي السابق عبد الناصر همتي الذي يقول إن فوز أي متشدد سيؤدي إلى مزيد من عقوبات القوى الخارجية. وقال في الحملة الانتخابية إن إيران يمكنها إجراء محادثات مع الولاياتالمتحدة إن التزمت واشنطن «بتعايش إيجابي» مع طهران. ويحظى رئيسي بدعم مهم من الحرس الثوري، وهو مؤسسة قوية عارضت على مر السنوات المبادرات الإصلاحية وأشرفت على قمع الاحتجاجات واستخدمت قوى بالوكالة لإبراز نفوذ إيران الإقليمي. ويقول رئيسي إنه يدعم المحادثات مع القوى الست الكبرى لإحياء الاتفاق النووي الذي وافقت إيران بمقتضاه على تقييد برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات. لكن رئيسي، الذي يشارك خامنئي شكوكه في الوفاق مع الغرب، يقول إن أي إحياء للاتفاق لن يتسنى إلا من خلال حكومة قوية.