تعددت نظريات التعلم وتنوعت مدارسها وتوزع علماء النفس بين داعم لهذه النظرية ومؤيد لتلك، ومن أشهر المدارس التي قدمت نظرياتها للتعلم هي ما يعرف بالمدرسة السلوكية والتي تقوم في تفسيرها للتعلم على فكرة المثير والاستجابة، وسنلقي الضوء على أشهر ثلاث نظريات فيها. نظرية الاشتراط الكلاسيكي: صاحبها هو العالم الروسي إيفان بافلوف والذي لاحظ سيلان لعاب الكلب عند تقديم الطعام له وهذا شيء طبيعي لأن الطعام مثير حقيقي، عندها قام بافلوف بقرع جرس أثناء تقديم الطعام للكلب وبعد تكرار هذا الإجراء عدة مرات قام بقرع الجرس بدون تقديم الطعام فلاحظ سيلان لعاب الكلب بمجرد سماعه لصوت الجرس فصوت الجرس يعتبر مثير شرطي وقد أصبح مثيراً وحده بعد اقترانه بالمثير الحقيقي. نظرية الاشتراط الإجرائي: صاحبها هو العالم الأمريكي سكنر حيث قام بوضع حمامة في قفص به علامة حمراء فعندما تقوم الحمامة بالنقر عليها تحصل على حبة قمح، وقد لاحظ أن الحمامة بعد فترة من الوقت قد تعلمت النقر على العلامة الحمراء لأنها اكتشفت أنها ستحصل على مكافأة مباشرة، فحسب رأي سكنر (السلوك محكوم بنتائجه). نظرية المحاولة والخطأ: صاحبها هو العالم الأمريكي ثورندايك والذي قام بحبس قطة في قفص صغير وفي القفص حبل متدلٍ عند سحبه للأسفل يتم فتح باب القفص، وقد قامت القطة بحركات عشوائية إلى أن سحبت الحبل بالصدفة فاكتشفت طريقة فتح الباب لتحصل بعدها على وجبة سمك لذيذة وقد لاحظ ثورندايك أن الوقت الذي تستغرقه القطة لفتح الباب في كل مرة يقل مما يعني بأنها قامت باستبعاد المحاولات الخاطئة. ولكن ما التطبيقات التربوية التي يمكننا الاستفادة منها وتطبيقها من هذه النظريات؟ هناك تطبيقات كثيرة ومتعددة تم استخلاصها من المدرسة السلوكية وسنضرب مثالا بسيطا لتطبيق كل نظرية: عند تعليم الأطفال كلمات معينة فينبغي عرض الكلمة مصحوبة بالصورة لنحصل على مثير شرطي باقترانه مع المثير الطبيعي، فمثلاً عند عرض كلمة (سيارة) مع صورة لسيارة تكون الصورة مثير طبيعي وتصبح الكلمة مثير شرطي عندها لو تم عرض الكلمة فقط للطفل فسيعرف أنها تعني سيارة (نظرية بافلوف). عندما يقوم الطالب بالإجابة على سؤال معين ولو كان بسيطاً فينبغي على المعلم تعزيزه مادياً أو حتى معنوياً عن طريق الإشادة به ومدحه أمام زملائه فهذه المكافأة ستعزز سلوكه الإيجابي وستدفعه لمزيد من التفاعل (نظرية سكنر). عند تقديم أي لعبة للطفل تحتاج إلى تركيب مثلاً فعلى الأم عدم تركيبها وتقديمها له بل تترك الطفل يحاول بنفسه وأثناء محاولاته المتكررة فسوف يستبعد الطرق الخطأ تلقائياً وعندما يصل للحل السليم فستجده في المرات القادمة يستطيع تركيب لعبته في وقت قياسي (نظرية ثورندايك). وفي النهاية ينبغي التوضيح أن كل نظرية من نظريات التعلم لها قوانين عديدة ومصطلحات كثيرة متعلقة بها، كما لكل منها تطبيقات كثيرة ولكن حاولت طرحها بصورة مبسطة ليتم فهمها بشكل عام ومبسط. * توجيه وإرشاد تربوي