الأستاذ محمد رضا نصر الله شخصية معطاءة أسهمت بشكل جلي في بناء المجتمع والوطن عبر مسيرة حافلة بالنجاحات والإنجازات المثمرة في عديد من المجالات. نشأ الأستاذ محمد رضا في كنف أسرة لها سجل حافل وبارز في تاريخ مدينة القطيف خصوصاً في العمل المجتمعي والوطني، وتربى في حجر والديه الكريمين حيث نشأ نشأةً تحفُها المودة والحب والإخلاص، ونهل العلم والأدب والحكمة من أنفاس هذه المدرسة الفاضلة، وبالأمل والإيمان والمثابرة، عاشَ حياةً مليئة بالحب والإخلاص لمجتمعه ووطنه، عركته الأيام، وغرفَ من تجارب الحياة حلوها ومرها، مما أهله أن يكون رافداً غنياً، ونهراً غادقاً من الخيرات والحب والود لمجتمعه ووطنه، مبادراً للمِ الشمل ورأب الصدع، ومفتاحاً للتواصل الفعال مع ولاة الأمر والمسؤولين إذكاءً لروح المواطنة المسؤولة المستشعرة للتحديات والمستشرفة للطموحات،و كم كنت شاهداً على بعض المواقف والخطوات التي كان يسعى إليها بجد وإخلاص ومنها على سبيل المثال لا الحصر خطواته الناجحة في الدفع بمشاريع قاعة الملك عبدالله للمناسبات، ومركز الأمير سلطان الحضاري بالقطيف وسوق الأسماك المركزي بالقطيف، ومستشفى الأمير محمد بن فهد للأمراض الوراثية، وغير ذلك من لبنات تنموية سعى إليها بمهجته وصدق قلبه، باذلاً كل ما في وسعه لتحقيق التطلعات في وطن طامح يسعى للرقي والتقدم، وينعم أهله بالرخاء والاستقرار، وبفضل قيادة حكيمة من ولاة الأمر والمسؤولين. الأستاذ محمد رضا رجلٌ متعدد الجوانب، جمُ العطاءات موسوعي المعرفة، واسع الثقافة، بل أسهم في صياغة الرؤية الثقافية ضمن خطط المملكة الطموحة، دخلَ من بوابة الإعلام الواسعة فحاور المثقفين والعلماء والأدباء والساسة والتقى من بين عداد العمالقة؛ العملاقين توفيق الحكيم ونجيب محفوظ، وكانا يملآن الأسماع ويجذبان الأنظار، وهو مازال طالباً غضاً في السنة الثانية من الجامعة، كما قابل علامة الجزيرة حمد الجاسر، والجواهري، ومصطفى جمال الدين، وبنت الشاطئ، وسميح القاسم، وبلند الحيدري، وغازي القصيبي، ومحمد حسن عواد، وفدوى طوقان، وأدونيس، وصامويل هتينجتون؛ صاحب نظرية صراع الحضارات، وبول فندلي وغيرهم الكثير، ودخل عالم الكتابة للمرة الأولى وهو طالب في الصف الأول المتوسط بكتابة مقال مستلهماً القيم الفضلى للشريف الرضي عبر كتاب "عبقرية الشريف الرضي"، ولا زال لخمسة عقود كاتباً مرموقاً، وموسوعياً محيطاً، وناقداً موضوعياً لماحاً، يقتني في بيته مكتبة عامرة بآلاف الكتب والمراجع في مختلف المجالات. كلُ هذا وغيره أسهم في ترسيخ المكانة المرموقة التي احتلها في قلوب الناس ليس في مجتمعه القريب فقط بل في عموم الوطن والإقليم، والوطن العربي الكبير، فما أجمل أن يكرم الرجال الأفذاد أمثال الأستاذ محمد رضا، وما أجمل أن يتربى الأجيال على دراسة سير الأفذاذ والتأسي بمنهجهم من باب تكريس الفضيلة وصنع القدوة المثلى للأجيال القادمة رسماً لمعالم مستقبل مشرق وضاء، تسهم بها سواعد خيرة تضع نصب أعينها مجداً مشرقاً مليئاً بالنعم والسعادة والرقي. إن الوقوف على سيرة الأستاذ وقراءة بعض من سيرته العملية، هو إذكاء للهمم وشحذ للعزائم واستلهام للفضائل واستئناس بسير العظماء ليكون ذلك محفزاً للأجيال على الاقتفاء بالنهج والسيرة وحمل مشعل العطاء والنور إلى آفاق أوسع وإشراقات أجمل، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها. * الكاتب افضى إلى ربه الأربعاء الماضي، والمقال أعلاه آخر ما كتبه الراحل في صديقه الزميل والإعلامي محمد رضا نصر الله عباس الشماسي *