لم تكتمل فرحة جماهير الجبلين بالفوز على الساحل بهدفين في المباراة النهائية والفاصلة في دوري الدرجة الأولى وخرجت من الملعب مكسورة مرددة "يا فرحة ما تمت". كانوا يأملون أن تنتهي مباراة منافسهم الطائي بالهزيمة أو التعادل ليتحقق المراد وينالوا شرف الصعود لدوري المحترفين، ولكن كان أبناء الطائي "فارس الشمال" على موعد لاستعادة أمجادهم وإسعاد جماهيرهم وحققوا الفوز على عرعر بهدفين جميلين أعادهما إلى الأضواء مجددا. في البداية كانت كل الحسابات والشواهد في دوري الدرجة الأولى تشير إلى صعود الجبلين إلى دوري المحترفين فالفريق منذ انطلاق الدوري وهو يتقدم خطوة خطوة في أداء متناغم ونتائج إيجابية مما انعكس صداه على عشاقه وجماهيره في مدينة حائل، حتى أن الكثيرين أكدوا صعوده متناسين تماما إمكانية صعود الطائي على اعتبار أن الأخير بدأ مشواره في الدوري بهزائم متتالية إلى أن تم التعاقد مع المدرب التونسي الكواكي. مشوار الجبلين منذ بداية الدوري بدأه بقوة كانه يلعب مباريات كؤوس ومن بعض نتائجه الإيجابية وكان منها فوزه على الخليج 2 -صفر والعدالة 3-1 والدرعية 1-0 والبكيرية 2-0 وعلى هجر 2-1 وعلى النهضة 1-0 وعلى جده 3-1 وفاز على الساحل 1-0 وعلى عرعر 2-1 وعلى الساحل 3-1. أما هزائمه فكانت قليلة ومنها الخسارة أمام النجوم بهدفين لهدف ومن نجران بهدف للاشيء ومن الشعلة بهدف للاشيء. خطوط مترابطة قدم أبناء الجبلين على مدار مشوار الدوري اداء متناغماً دفاعاً وهجوماً وعلى هذا المنوال استمر العطاء والتقدم في جدول المسابقة إلى الأسبوع 36، وأكد كل المحبين للفريق والمتابعين للكرة الحائلية وأيضاً المحليين والنقاد إن الجبلين سيكون الطرف الثالث مع الحزم والفيحاء للصعود لدوري المحترفين. الأمتار الأخيرة بعد ختام الأسبوع 36 اختلفت الأمور رأسا على عقب وتحول الجبلين مرعب الفرق كبيرها وصغيرها إلى حمل وديع، ولا نخفي إن قلنا أن القائمين على الفريق كانت أعينهم على نتائج فريق الطائي وتقدمه وكأنهم يشعرون أنه يسابق الزمن للحاق بهم بل وتجاوزهم!. لم يفكر الجهاز الفني لفريق الجبلين جيداً ولم يحسب حساب الأمتار القليلة المتبقية التي لو أحسن الأداء فيها لتجاوز العقبات. في المقابل كان فريق الطائي يخوض مبارياته مثل أبطال العدو في المسافات الطويلة فيسيرون على مهل في مستهل السباق وفي الأمتار الأخيرة يحسنون العدو ويسابقون الريح. كانت هذه هي السقطة التي وقع فيها الجهاز الفني لفريق الجبلين، الذي يبدو أنه شعر أنه اقترب من التتويج وتوقع فوزه على منافسيه في الجولات الأربع المتبقية!. مؤشرات السقوط توقع الجهاز الفني لفريق الجبلين أن مباراتهم أمام الشعلة ستكون هي العنوان المبدئي لتأكيد الصعود لدوري المحترفين، واضعين في اعتبارهم أن نتيجة مباراتهم الأولى كانت التعادل من دون أهداف وبإمكانهم تحقيق الفوز في المباراة الثانية بعد أن وقفوا على إمكاناته ونقاط ضعفه ويبدو أنه لم يكن في حساباتهم أنه يمكن لفريق الشعلة أن يفوز عليهم!. ويبدو أيضاً أن الجهاز الفني كان واثقا من الفوز ولم يوجه لاعبيه معنويا لهذه المباراة وأنها إحدى المباريات الحاسمة!. وسارت الرياح بما لاتشتهي السفن فقد لقن الشعلة الدرس المؤلم لفريق الجبلين وخسر ثلاث نقاط مهمة ومهمة وتأكدت أهميتها لأن فريق الطائي كان يلعب مبارياته في الأسابيع الأخيرة مباريات كؤوس، بل يخوضها كأبطال العدو في المسافات الطويلة. ومن الأسبوع ال37 إلى نهاية الدوري حافظ الطائي على انتصاراته المتتالية، وأصبح فارق النقطة الوحيدة بينهما هو عنوان الصعود، بينما بقي الجبلين في دوري الدرجة الأولى موسما آخر.