اقتنص الفيصلي أو "عنابي سدير" كما يحلو لمحبيه أن يلقبوه ليلة الأمس بطولة غالية في مسماها وثمينة في قيمتها ووزنها بطولة كأس مولاي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - رغم ما أحاط بالفريق من ظروف صعبة منذُ الدور نصف النهائي والذي لعبه العنابي منذُ دقائق المباراة الأولى ناقصًا بعد طرد مدافعه وقائده أيقور روسي ومن ثم ما حدث بالأمس خلال النهائي بعد أن تعرض للنقص مرة أخرى بعد إقصاء مدافعه الآخر محمد النخيلان بالبطاقة الحمراء بعد دخوله كبديل بثوانٍ معدودة في وقت صعب وحساس جدًا على الفريق، إلا أن عزيمة وروح وإصرار الفريق البطل لم تستسلم فتجاوز النقص العددي والظروف الصعبة واستطاع أن يصل لمرمى المنافس العنيد "سكري القصيم" ويحسم اللقب الغالي والثمين بضربة رأس من مهاجمه الفذ والمقاتل جوليو تفاريس ستدون في قلوب وذاكرة عشاق العنابي ومحبي الكرة الجميلة وأهالي حركة قبل صفحات التاريخ. جميلة كرة القدم وعادلة عندما تنحاز للفريق الأمتع فنيًا والأكثر استحقاقًا للقب أكثر من غيره، وهو ما حدث بالأمس عندما أنصفت "عنابي سدير" وأهدته أغلى الألقاب التي كان يستحقها وبجدارة ومنذُ مواسم عدة وليس بالأمس، وعندما نتحدث عن الإنصاف فإننا نتحدث بحيادية لأن العنابي كان فرس الرهان في هذه البطولة بعد تقديمه لمستويات جميلة بأسلوب تصاعدي ابتداء من المباراة الأولى في البطولة من أمام فريق الاتفاق ومن ثم فريق الباطن مرورًا بالمواجهة الأصعب في ظروفها وتحولاتها أمام النصر بالإضافة إلى الإصرار والانضباط الذي كان عليه لاعبوه وما قدموه من كرة قدم ممتعة تستحق الثناء والإعجاب. مغانم ومكاسب "عنابي سدير" باليوم كثيرة ولم تتوقف على تحقيق بطولة غالية كبطولة مولاي كأس خادم الحرمين الشريفين والحصول على مبلغ الجائزة الكبير (10) ملايين ريال بل إن الفريق حجز له مقعدًا آسيوي مباشر خلال البطولة الآسيوية للأندية الآسيوية القادمة لأول مرة، وحجز له مقعدا كطرف ثانٍ في بطولة كأس السوبر أمام الهلال بطل دوري المحترفين. فاصلة عندما شاهدت الفرحة الهستيرية والمنطقية على لاعبي "الفيصلي" وجهازيه الإداري والفني بقيادة المدرب الداهية البرازيلي بريكليس شاموسكا فور إطلاق حكم اللقاء صافرة النهاية والحال الذي سيكون عليه العنابي خلال المرحلة القادمة كبطل من أبطال المسابقات الكبرى لدينا تذكرت مقولة النجم التاريخي لقارة أفريقيا وأحد أهم وأعظم لاعبيها عبر التاريخ واللاعب الأفريقي الوحيد الحائر على جائزة أفضل لاعب في العالم جورج ويا "كرة القدم لم تعد مجرد لعبة أصبحت أسلوب حياة" فالفيصلي اليوم وغدًا ليس الفيصلي أمس وهذا ما يجب أن يدركه الجميع فريق بطل حضر في ظروف صعبة ودون اسمه في سجلات الكبار سجلات الأبطال وهذا ما يتطلب منه مضاعفة الجهد والطموحات في قادم المواسم.