ال جوناثان شانزر، كبير المحللين في معهد الدفاع عن الديموقراطية ل"الرياض" إن إدارة جو بايدن اصطدمت بالحقائق في الشرق الأوسط بعد أشهر من وصول الرئيس الجديد إلى البيت الأبيض ما أدى إلى تغيّر السياسات تجاه عدد من الملفات المهمة والمحورية ومنها العلاقة مع جمهورية مصر العربية. مضيفاً، أن جو بايدن اتصل لأول مرة بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بعد ما لمسته واشنطن من أهمية كبرى تتمتع بها مصر بما في ذلك قدرة القاهرة على التأثير في أهم الملفات الإقليمية والدولية. وأفاد شانزر بأن الوساطة المصرية لوقف الحرب في غزة كانت فعالة وأساسية وأنجزت ما عجزت إدارة جو بايدن عن إنجازه، كما كان توقف قناة السويس عن العمل الشهر الماضي مؤشرا آخر ذكّر واشنطن والعالم بمحورية دور مصر. وبحسب صحيفة "ذا هيل" الأميركية فإن الوساطة المصرية الناجحة لوقف الصراع الأخير كانت بمثابة تذكير لإدارة جو بايدن بمدى سطحية من أقنع الإدارة الجديدة بالابتعاد عن مصر وعدم التحدث مع قيادتها طيلة الفترة الماضية. وأضاف المقال، المكالمة التي جاءت بعد أربعة أشهر من تولي جو بايدن رئاسة البيت الأبيض كانت متأخرة جداً ولكن من الجيد أنها حدثت أخيراً حيث كانت الوساطة المصرية لوقف حرب غزة السبب المباشر لكسر الجليد في العلاقة بين واشنطنوالقاهرة. وعلى الرّغم من انتقادات جو بايدن اللاذعة لمصر أثناء الحملة الانتخابية للعام 2021، أعرب بايدن ووزيره للخارجية أنتوني بلينكن عن امتنانهما العميق لدور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في الهدنة الأخيرة. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في كلمة خلال زيارة للقاهرة، (الأربعاء): إن الولاياتالمتحدة ومصر تعملان معاً من أجل السماح للإسرائيليين والفلسطينيين بالعيش في سلام وأمن، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء. وأضاف بلينكن، خلال حفل في السفارة الأميركية في القاهرة، أن مصر شريك حقيقي وفعال في التعامل مع العنف في الآونة الأخيرة بين إسرائيل والفلسطينيين. وتضمنت زيارة بلينكن إلى القاهرة اجتماعا مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ووزير الخارجية سامح شكري، ومدير المخابرات العامة عباس كامل، في القصر الرئاسي بالقاهرة. ووصل بلينكن إلى القاهرة بعد زيارة القدس ورام الله، في إطار جولة في الشرق الأوسط تهدف إلى تعزيز وقف إطلاق النار الذي أنهى أسوأ قتال منذ سنوات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة. وقالت صحيفة "ذا هيل" إن الأزمة الأخيرة أعادت لمصر دورها الإقليمي المهم في الشرق الأوسط وذكّرت الإدارة بضرورة تجاهل الدعوات لمقاطعة مصر؛ لأن ذلك سيضر بالمصالح الأميركية في الدرجة الاولى. وكشفت "ذا هيل" عن مناقشة كل من الرئيسين بايدن والسيسي في مكالمتها الأخيرة ملفات إقليمية أخرى مثل الصراع في ليبيا وضرورة إجراء انتخابات وطنية في ليبيا. وتوقعّت "ذا هيل" أن يؤدي كسر الجمود في العلاقة المصرية - الأميركية إلى وقفة أميركية بناءة لدعم موقف القاهرة في ملف سد النهضة الإثيوبي.