أكّد الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة أنّ الحلّ الوحيد الممكن للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني هو قيام دولة فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل، مشدّداً في الوقت نفسه على التزامه أمن إسرائيل وضرورة أن تعترف المنطقة "بشكل لا لبس فيه" بإسرائيل. ودعا الرئيس الأميركي إلى المساعدة في الجهود لإعادة إعمار قطاع غزة المدمر، مؤكداً أن إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل هي "الحل الوحيد" للنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين. أكد بايدن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكوري الجنوبي مون جاي-إن أيضاً أنه طلب من الإسرائيليين وقف "الصدامات" بين الفلسطينيين والإسرائيليين في مدينة القدس. وشكل حل الدولتين - دولة فلسطينية ذات سيادة إلى جانب إسرائيل والقدس عاصمة مشتركة -، محور عقود من الجهود الدبلوماسية الدولية الهادفة إلى إنهاء الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. لكن إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب واجهت انتقادات لانحيازها الواضح لإسرائيل وتجاهلها الفلسطينيين. وقد أعلنت خطة مثيرة للجدل للسلام في الشرق الأوسط أعدت برعاية جاريد كوشنر صهر الرئيس السابق تسمح لإسرائيل بضمّ مستوطنات في الضفة الغربية المحتلّة وتعترف بدولة مستقبلية للفلسطينيين منزوعة السلاح ومحدودة السيادة. رفض الفلسطينيون هذه الخطة رفضاً قاطعاً في حين أيّدتها إسرائيل بالكامل. لكن بايدن شدد الجمعة على حل الدولتين. وقال: إنها "الحل الوحيد" الممكن للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني. وفي الوقت نفسه أكد بايدن التزامه بأمن إسرائيل وضرورة أن تعترف المنطقة "بشكل لا لبس فيه" بإسرائيل. وقال الرئيس الأميركي: "لا تغيير في التزامي أمن اسرائيل. نقطة على السطر. لا تغيير على الإطلاق". وأضاف أنّ "التغيير هو أنّنا ما زلنا بحاجة إلى حلّ الدولتين وهذا هو الحلّ الوحيد، الحلّ الوحيد". ووقعت إسرائيل معاهدتي سلام مع مصر (1979) والأردن (1994) وأبرمت اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع أربع دول أخرى (الإمارات والبحرين والسودان والمغرب) العام الماضي برعاية إدارة ترمب. وتأتي تصريحات بايدن بينما أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مساء الخميس أنّه سيتوجّه إلى الشرق الأوسط "في الأيام المقبلة" من أجل إجراء محادثات حول "جهود التعافي والعمل سوياً على بناء مستقبل أفضل للإسرائيليين والفلسطينيين، حسب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية. وقال مصدر مطلع السبت: إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سيزور فلسطين يومي الأربعاء والخميس في إطار جهود واشنطن لترسيخ التهدئة في غزة. وأضاف المصدر أن الزيارة ستكون يومي 26 و27 مايو. ولم ينشر المسؤولون الأميركيون والفلسطينيون والإسرائيليون البرنامج الكامل لزيارة بلينكن. وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت عن زيارته يوم الخميس قائلة: إنه "سيناقش جهود الإعمار والعمل معاً لبناء مستقبل أفضل للإسرائيليين والفلسطينيين". وقال المصدر: إن زيارة بلينكن للشرق الأوسط ستشمل مصر، التي توسطت في التهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية بقيادة حماس في غزة، وكذلك الأردن. إعادة إعمار غزة وجاءت تصريحات بايدن غداة توصّل إسرائيل والفصائل المسلّحة في قطاع غزّة بوساطة مصرية، إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار أنهى 11 يوماً من القصف المتبادل بين الطرفين. كان بايدن قد رأى بعد إعلان وقف إطلاق النار الجمعة أن ذلك يمثّل "فرصة حقيقية" للتقدّم نحو تحقيق السلام في الشرق الأوسط. وقال في خطاب مقتضب ألقاه من البيت الأبيض "أنا مقتنع بأنّ الفلسطينيين والإسرائيليين يستحقّون على حدّ سواء العيش بأمان والتمتّع بنفس المستوى من الحرية والازدهار والديموقراطية". وأضاف: "ستواصل إدارتي جهودها الدبلوماسية المتكتّمة ولكن الحازمة للتحرّك نحو تحقيق هذا الهدف". وخلال مؤتمره الصحافي الجمعة، تعهد بايدن بالمساعدة في تنظيم جهود "إعادة إعمار غزة". وقال: إنّه سيعمل بالتعاون مع الأسرة الدولية لتوفير مساعدات مالية "كبيرة" من أجل "إعادة إعمار غزة" ولكن "من دون إتاحة الفرصة لحماس لإعادة بناء ترسانتها". وقال في مؤتمره الصحافي المشترك مع الرئيس الكوري الجنوبي: "أبلغت الإسرائيليين أنّه من المهم وضع حد لهذه الصدامات بين المجموعات في القدس"، معتبراً أنها "من فِعل متطرّفين من الجانبين". في القدسالشرقية المحتلّة، اندلعت الجمعة مواجهات مجدّداً بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين في باحة المسجد الأقصى، بعد أسبوعين على أحداث مشابهة كانت السبب في تفجّر المواجهات بين حركة حماس وإسرائيل. وشهدت القدس ومدن مختلطة في إسرائيل لأيام عدّة صدامات بين سكّان عرب وآخرين يهود أشعل فتيلها خصوصاً احتمال صدور قرار قضائي بإخلاء منازل في حيّ الشيخ جراح في القدسالشرقيةالمحتلة من سكّانها الفلسطينيين لصالح مستوطنين يهود.