بدأت منافسات الدوري السعودي دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين الدخول في جولات الحصاد النهائي والحسم وهنا أقصد حسم لقب بطولة الدوري، وأيضا فض اشتباك المصارعين على الهبوط ومن سيرافق عين الباحة للدرجة الأولى، وها هي الجوله 27 تختتم بنتائج مختلفه أهمها بل وعنوانها الرئيس، رفض هدايا المنافسين، والبداية كانت بالهلال فزعيم نصف الأرض فرط في انتصار كاد أن ينهي به مشوار الدوري بشكل كبير وفوز في متناول اليد عندما تعادل إيجابياً مع الباطن في مباراة ماراثونية كان الهلال الأفضل وتقدم من البداية ورغم تعادل الباطن إلا أن العديد من الفرص سنحت للتقدم للهلاليين وأهمها ضربة الجزاء التي احتسبت والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة وأضاعها الوحش الفرنسي فامبيتي قوميز الذي اكتفى بصدارة الهدافين منفردا بعشرين هدفاً، ورغم أن أقرب منافسي الهلال ووصيفه الشباب خسر من الاتفاق، فلاعبو الهلال لم يستغلوا الفرصة والانفراد بالصدارة والابتعاد بفارق نقطي مريح سيدعم موقفهم في قادم المواجهات المهمة التي ستكون بمثابة لقاءات كؤوس ليس فقط بالنسبة للهلال بل لجميع الفرق فكل له طموحه وإن اختلفت حجم ونوعية آمال الفرق. فهناك من يبحث الهروب من شبح الهبوط وفرق أخرى مبتغاها التقدم صوب المقاعد الآسيوية التي تؤهلها للمشاركة في النسخة القادمة بينما فرق الصدارة تبحث عن السعادة المطلقة وهي حصاد الذهب والأمر لم يقتصر على الهلال بل هناك من يشاركه ذلك فعميد الأندية السعودية نادي الوطن صاحب الإنجازات والبطولات هو الآخر رفض هدية الباطن الذي أخذ على عاتقه فرملة الأندية المنافسة، ففي الجولة الماضية تعادل مع الاتحاد والآن يعادل الهلال وكأنه يبعث رسالة للاتحاديين بأن الأمر لم يقتصر عليكم، وكانت فرصة مواتية للنمور الاتحادية بالمضي قدما في السباق نحو مقدمة الترتيب أقلها اعتلاء الوصافة بإزاحة الليث الشبابي الذي لا نعلم ماذا يجري في صفوفه، فبعد الهزيمة القاسية من الهلال بخماسية ها هو يخسر من الاتفاق وبرباعية وكان بإمكان الاتحاد أن يرتقي للوصافة بالفوز على ضمك الفريق الذي يصارع على الهبوط ولكن شيئا من ذلك لم يحدث حينما واصل الاتحاديون تقديم عروضهم غير الجادة والتي لا توحي بأن الفريق جاد في مواصلة زحفه نحو القمة، فالتعادل كان سيد الموقف ومستوى مخيب للآمال بل كان ضمك قريب جدا من الفوز والظفر بنقاط المباراة وأكبر دليل تقدمه مبكرا عند الدقيقة الثامنة وانتظر لاعبو الاتحاد الدقيقه 84 ليعادلوا النتيجة عن طريقه غاري رودريغز ليخسر الاتحاد مركزه الثالث ويعود رابعا خلف التعاون الذي انتصر وبجدارة في دربي القصيم أمام الرائد وإن كان مؤقتاً حيث تبقت مباراة للاتحاد وهذا التباين في النتائج بين أندية الصدارة وإن كنا لا نحبذه نحن عشاق الأندية هذه إلا أنه بمثابة المطلوب لعشاق المتعة والإثارة ممن يتابعون كرة القدم السعودية وممن لا يعنيهم من سيحقق الدوري بقدر ما يهم المزيد من الإثارة ويتمنون أن تتواصل ولا يتم الحسم إلا في الجولة الأخيرة. عموماً ما زالت هناك ثلاثة لقاءات سيخوضها كل فريق ومعها سيظهر بطل الدوري ومن يستحق التتويج، وإن كان الهلال أقرب بحكم فارق النقاط الأربع والأمور في حسم اللقب تظل في الملعب، ولاعبوه هم من سيكون في أيديهم التفريط أو إسعاد محبيهم وعشاقهم، بينما الفرق الأخرى ستنتظر هدايا أخرى بتعثر الهلال لكي يمنحها الأمل في تحقيق الدوري. عمر القعيطي - جدة