الدراما الاجتماعية العائلية هي تلك المسلسلات التي يجتمع عليها جميع أفراد العائلة فيجد كل واحد منهم نفسه في العمل حتى ولو لم تجسده شخصية بعينها، عمل يفهمه الجميع ولا يستشعرون الخجل عند متابعته، عمل لائق بالصغير قبل الكبير، يخدم سياقه الدرامي قيم مهمة لكي ينتهي المسلسل وقد حقق رسالة لا يمكن أن تصل بنجاح سوى من خلال الدراما. فهل ما نراه اليوم على الشاشات وفي المواسم الدرامية قابل لأن يحمل مسمى «دراما عائلية»؟ يعتبر البعض أن المسلسلات القادرة على جذب جميع أفراد العائلة بمختلف أعمارهم لمشاهدة عائلية، بينما يعتبر البعض الآخر أن مقدرة العمل على إثارة فضول المشاهد من أي عمر لا يعني أنه مسلسل عائلي ما لم يقدم فائدة ويُبنى من أجل هدف معين، في حين لا يهتم البقية لتصنيف المسلسل من الأساس، طالما أنه مستمتع بمشاهدته، حتى وإن لم يخرج منه بأي فائدة. وفي هذا الشأن يقول الفنان الكبير عبدالإله السناني: «الدراما ليست محصورة فقط على زاوية معينة لأنها في كل الأوجه، سواء كانت عائلية أو اجتماعية، المهم أن تتحدث عن الحياة بجميع أوجهها». وتابع: «الدراما العائلية مهمة، وبعد تجربتنا مع مسلسل العاصوف أثبتنا أننا بحاجة إلى عمل درامي عائلي، لأن نجاح العمل رغم أنه متعدد الأجزاء، وتأثيره على جميع المشاهدين باختلاف فئاتهم العمرية فاق توقعاتنا قبل عرض العمل، كل شخص تأثر بتلك العائلات التي شاهدها وبقصص أفرادها لدرجة أنهم أصبحوا ينادون أبطال العمل بأسمائهم في المسلسل وليس بأسمائهم الحقيقية، المشاهد اهتم بتفاصيل العمل وكيف أخذت جميع الشخصيات أبعادها وكيف تكونت وكبرت، وعاش معها لثلاثة أجيال، ولذلك أنا أعتبر أن العاصوف هو نقطة التحول الحقيقية إلى العمل الدرامي الحقيقي والمؤثر». أما عما يُعرض حالياً من أعمال وإن كان من الممكن تصنيفها عائلية ولو بنسبة بسيطة، فهناك إجماع من قبل النقاد على أن الكوميديا السائدة في الأعمال الدرامية التي يتم تقديمها كل موسم وانحياز صناع الدراما للمسلسلات المتصلة المنفصلة لا يصنع عملا عائليا ولا يمكن اعتبار ما يتم تقديمه لائق بمسمى «دراما عائلية» أو حتى أنه يليق بجميع الفئات العمرية من المشاهدين، لأن كثيراً مما يُقدم في هذه الأعمال الكوميدية ليس من المفترض أصلاً أن يترك أي تأثير على من هم في مقتبل العمر. أسرة العاصوف