وضع رؤية 2030 لكي تتبوأ المملكة مركزاً دولياً متقدماً القيادة علم قائم بذاته، لها نظرياتها وأنماطها واتجاهاتها الحديثة، وعندما نتناول القيادة وفق نظرية السمات التي يرى علماؤها بأن هناك أشخاصًا يولدون قادة ولديهم سمات معينة منها الذكاء والثقة بالنفس، والاستقامة، والاجتماعية، والعظماء فقط هم من يمتلكونها، فالقارئ لسيرة ولي العهد يجده قائدًا فطرياً برز نبوغه من السنوات الأولى من عمره، فقد كان شابًا واثقًا في قدراته وقراراته، وكان يحدد احتياجاته بدقة ليصل إلى تحقيق أهدافه. ومن يتابع لقاءات الأمير محمد بن سلمان مع وسائل الإعلام يرى كمية الذكاء في استقبال الأسئلة والإجابة عليها، ويلاحظ الثقة الكبيرة بنفسه وبالأفكار التي يؤمن بها، بالإضافة إلى الاستقامة التي تتسم بقيم الصدق والأمانة والموثوقية، مما يجعل كثيرًا من السياسيين الدوليين يعلقون على لقاءاته لأنهم يرون الحقيقة دائمًا هي السمة البارزة في سياساته وأقواله، كما نراه قوة تحفيزية وإلهام للمواطنين ودفعهم لمستويات أعلى من الطموحات، حين أعلن عن مشروع المدينة المليونية «ذا لاين»، وتحويلها من أفكار إلى خطط ومشاريع تنموية، أمّا عن فن إدارة الأزمات والقيادة في الأوقات الصعبة، فقد تجسدت معناها في ظل جائحة كورونا وذلك في التمكن من السيطرة على الوباء، بتعليق الدراسة والحضور لمقرات العمل، وتعليق العمرة والصلاة في المساجد، وتوفير القدرات والإمكانات المادية وتطوير الاقتصاد المحلي وتنويع موارده، واحتواء تداعيات الأزمة وأثارها السلبية وإعادة النشاط الاقتصادي تدريجياً باتخاذ جميع الاحتياطات والإجراءات الوقائية. رؤية مستقبلية وقال د. عبدالرحمن أحمد محمد صائغ -أستاذ القيادة والتخطيط الاستراتيجي والاقتصاد التربوي جامعة الملك عبدالعزيز-: إن التطورات والإنجازات المتلاحقة التي تشهدها المملكة أو كما يحلو تسميتها من قبل أبناء وبنات هذا الوطن المعطاء ب»السعودية العظمى» ما هي إلاّ عبارة عن منظومة إصلاحية تراكمية متلاحقة ومتواصلة قادها المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ومن بعده أبنائه البررة من الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله -رحمهم الله- وحتى عهد الملك سلمان -حفظه الله- الذي شهد عهده الإجابة الشاملة على أرض الواقع لسؤالين استراتيجيين طالما تم تداولها في مراكز صناعة القرار الدولي بخصوص مستقبل المملكة، هذان السؤالان الاستراتيجيان هما: ماذا بعد نضوب البترول؟، وماذا بخصوص انتقال السلطة والحكم من أبناء الملك عبدالعزيز إلى أحفاده؟، مضيفاً أنه كان القرار الاستراتيجي للملك سلمان -حفظه الله- باختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد يحمل في مضامينه الإجابة على هذين السؤالين الاستراتيجيين لما يتمتع به سمو ولي العهد من شخصية قيادية فائقة التأثير قل أن يندر مثلها وفقاً للمعايير العلمية الثلاث للشخصية القيادية: المعيار الأول: أن يكون القائد صاحب رؤية مستقبلية، وثانياً: أن يمتلك القائد القدرة على التحفيز والتأثير والقدوة في التفاني والإتقان في العمل، ثالثاً: أن يكون حرباً على كافة أشكال وأنواع الفساد والعادات والتقاليد البالية والمعوقات التي تحول دون تحقيق التنمية المستدامة والوصول إلى رؤية المستقبل لكي تتبوأ المملكة مركزاً دولياً متقدماً في شتى مجالات التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والثقافية. تأثير قوي وأوضح د. صائغ أنه لو انتقلنا إلى مفهوم علمي آخر وهو مقياس القيادة «الكاريزمية» ومستوياته الثلاثة: وهي على مستوى الصفات الشخصية للقائد، ومستوى الفرد من المواطنين والمواطنات، وعلى مستوى المجتمع بمؤسساته الثلاثة وهي: المؤسسات الحكومية، والمؤسسات الخاصة ومؤسسات المجتمع المدني، فإننا نجد تأثيراً قوياً لشخصية سمو ولي العهد على كافة المستويات، وليس أدل على ذلك من صور التأييد والمحبة والوفاء التي تتصدر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي دفاعاً عن سموه من الشائعات المغرضة، وتأييداً له في مشاريعه ومبادراته الكبرى، إضافةً إلى وافر التمنيات له بالتوفيق والسداد والصحة والسلامة. قيادة استثنائية ولعل من أبرز سمات القيادة الشخصية لسمو ولي العهد كما يراها د. صائغ هي أن أفعاله تسبق أقواله، وليس أدل على ذلك من البدء الفعلي والفوري لمشاريع ومبادرات رؤية 2030 في مختلف مجالات التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والترفيهية والرياضية وغيرها بهدف تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على البترول، ولعل مشروع خصخصة شركة أرامكو، أو مشروع تفعيل صندوق الاستثمار العام، أو مشروع القدّية أو مشروع تمكين المرأة أو مشروع جودة الحياة، وأخيراً وليس بآخر مشروع مواجهة كورونا جميع هذه المشاريع غيض من فيض، وتدل دلالة قاطعة على القيادة الاستثنائية التي تؤكد على الأفعال قبل الأقوال، مُختتماً أنه من منطلق «القيادة التحفيزية» يشبّه ولي العهد المجتمع السعودي بجبل طويق إشارة إلى الصلابة والقوة والصمود، كما يطلب سمو ولي العهد من المجتمع السعودي البحث عن التميز والتحليق فوق هام السحاب في عنان السماء في كافة مجالات العمل والتنمية الشاملة، مشيراً إلى أن الأمير محمد بن سلمان ظاهرة قيادية استثنائية مؤثرة وفقاً لمعايير القيادة ونظرياتها العلمية، قادر على أخذ شعبه ووطنه وأمته إلى مصاف الدول المتقدمة بكل جدارة واقتدار. فكر استراتيجي وعدّد د. عبدالمحسن بن محمد السميح -أستاذ الإدارة والتخطيط التربوي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- ملامح فن القيادة وقوة التأثير لدى ولي العهد قائلاً: بدأ للعيان الأمر الملكي الكريم بإنشاء مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ذلك المجلس المنبثق من مجلس الوزراء، والمختص بالأمور الاقتصادية والتنموية بهدف تنسيق الجهود ومنع الازدواجية، وتحديد التوجهات والرؤى والأهداف ذات الصلة بالشؤون الاقتصادية والتنمية، ومراجعة الاستراتيجيات والخطط الاقتصادية والتنموية اللازمة لذلك، ومتابعة تنفيذها والتنسيق بينها، ومهمة المجلس التحقق من التزام الجهات المعنية بتنفيذ الاستراتيجيات والخطط والأوامر والقرارات والأهداف والرؤى ذات الصلة باختصاصات المجلس ومتابعة المشروعات التي تباشر تلك الجهات تنفيذها، مضيفاً أنه تبنى المجلس العديد من البرامج الاقتصادية والتنموية التي من شأنها بناء حاضر مزدهر ومستقبل مشرق، ويقود هذا المجلس صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بكل اقتدار، وذلك يؤكد فن القيادة وقوة التأثير والسمات الشخصية والقيادية الفريدة التي يحظى بها -حفظه الله-، ذاكراً أن حسن القيادة تمثلت في تطبيق الفكر الاستراتيجي والإدارة الاستراتيجية بأعمال مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية والتي انعكست على عدد من المجالات الاقتصادية والتنموية، ومن أهم الإنجازات رؤية 2030 بشتى برامجها المتنوعة. تطوير التنظيمات وبيّن د. السميح أنه لم يقتصر فن القيادة وقوة التأثير على مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بل شملت مناحي الحياة بمختلف مجالاتها، مثل سن الأنظمة وتطوير التنظيمات واللوائح والقوانين وما يتعلق بالإسكان والرياضة والترفيه والتقنية وغيرها، فالإنجازات المتنوعة تبدأ بحسن بناء الفكرة من خلال العصف الذهني، تلك مهارة بناء الفكرة التي تميز بها سمو ولي العهد بحيث يتم استخدام مقياس PIES ويرمز كل حرف من هذه الحروف إلى سمة محددة، حرف P اختصار لكلمة Potential أي قوة الفكرة، وحرف I اختصار لكلمة Importance أي مدى أهمية الفكرة، وحرف E اختصار لكلمة Ease أي مدى سهولة أو صعوبة تطبيق الفكرة على أرض الواقع، وحرف S اختصار لكلمة Score أي الدرجة الممنوحة للفكرة من 10، لافتاً إلى أنه فيما يتعلق بالدبلوماسية الحكيمة في المواقف السياسية وهي أهم مميزات القائد نرى ولي العهد ومهارة الصبر وطول النفس مع القدرة على العزم والحزم، والتعامل مع قضية اليمن مثال حي لذلك، كما لدى سموه -حفظه الله- الإبداع في تحديد الأولويات، فأهم الأولويات لديه هي الإنسان والشاهد الأكبر على هذه السمة القيادية التعامل الفريد والمميز مع جائحة كورونا كوفيد-19، أمّا التواصل الفعال مع الشباب من الجنسين فهذه من أهم سمات ولي العهد الشخصية والقيادية، وهذا يتجلى بكل وضوح في استقطاب القدرات من الشباب لتولي مناصب ومسؤوليات رفيعة المستوى، ووضع الشاب المناسب في المكان المناسب. فصاحة البيان وذكر د.السميح أن التحليل الاستراتيجي للبيئة الداخلية والخارجية بعواملها المختلفة سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية والثقافية من السمات القيادية الفريدة لسمو ولي العهد -حفظه الله-، فمهارات صناعة القرار الرشيد واتخاذه، والحدس أو الحاسة السادسة والمنطق تميز قرارات سمو ولي العهد، كما أنه يتميز بالمبادرة والثقة بالنفس وتحويل الأفكار إلى برامج ومشاريع ومبادرات وإنجازات تتسم بالإبداع والابتكار، مضيفاً أنه بالنسبة إلى سماته الشخصية القيادية التي يتفرد بها عند حديثه لوسائل الإعلام الرسمية أو لأفراد الشعب وخاصة الشباب، فهي فصاحة البيان وجمال المنطق والشكر والثناء حاضرة في حديثه، كما أنه يحترم ويوقر الكبار ويقبل رؤوسهم في تواضع يتحلى به القادة الاستثنائيون الواثقون من أنفسهم، فولي العهد يجسد شخصية القائد الاستثنائي الذي يتميز بالذكاء الاجتماعي والتحلي بالجاذبية وامتلاك رؤية واضحة للمستقبل والقدرة على التفكير خارج الصندوق وإيجاد حلول جديدة ومبتكرة للمشكلات القديمة. الأمير محمد بن سلمان قرأ المستقبل بقرارات تاريخية ولي العهد شخصية لافتة في أي مكان يزوره الأمير محمد بن سلمان علاقاته مع شعبه يسودها الحب والاحترام إقامة مبادرات تجارية واستثمارية لرؤية 2030 رؤية المملكة تضمن للشباب بحول الله فرصا وظيفية متنوعة