عندما بدأت تظهر معالم الحياة الأدبية والثقافية عام 1382ه في الرياض بالخميسية الرفاعية ( للأديب عبدالعزيز الرفاعي) بندوته الثقافية والأدبية التي أنشأت جيلا من الأدباء والمثقفين، حيث كانت شعلة بداية للصالونات الأدبية والندوات الثقافية في المملكة، وتلاها الكثير من الصالونات، إلى أن دخلت المرأة عالم الملتقيات الثقافية المنوعة وكانت نواتها من الرياض بصالون الأديبة سلطانة السديري الثقافي الأدبي، والذي كان يهتم بعقد المحاضرات والندوات في نواحٍ ثقافية وعلمية مختلفة بالإضافة إلى حرصها على أن تقيم أمسيتين شعريتين خلال العام الواحد، كما اهتمت بالقصة القصيرة وتفعيل دورها من خلال الصالون، وأقامت الندوات التي تتحدث عن نواحٍ مختلفة من دور المرأة السعودية بجميع الجوانب.. فظهر بعدها عدة ملتقيات نسائية في أرجاء المملكة العربية السعودية منها ملتقى الأديبة سارة الخثلان في المنطقة الشرقية، وأحادية الدكتورة وفاء المزروع بالمنتدى النسائي الثقافي بمكة المكرمة، وعدة ملتقيات وصالونات أخرى. فحينما اختيرت الرياض عاصمة للثقافة عام 2000م، وهي ملتقى الأدباء والمثقفين لم يكن الأمر غريباً على تلك الواحة الخضراء التي تنبض بالعلم والمعرفة والأدب في قلب الصحراء مغذية عروق التاريخ والفكر بلقاءات المفكرين، حتى اكتمل العقد بتتويجها عاصمة للمرأة العربية عام 2020م من منبع تمكينها بشتى المجالات.. ومنها ثقافياً وهو شاهد على قدرتها لتحقق تطلعت الوطن جنباً إلى جنب الرجل لخلق مستقبل ثقافي واعد وتعزيزاً لدورها الثقافي الفعال انطلاقا من قلب عاصمة الثقافة الرياض إلى أرجاء المملكة امتدادا لبصمتها الثقافية في التاريخ ورحلة تمكينها الممتدة ودورها الفعال في المجال الثقافي والأدبي، فأصبحت الملتقيات الثقافية والأدبية للرجل والمرأة مألوفة من أجل نشر الثقافة المشتركة وإبراز التاريخ الواحد، وشاهدة على أن تعزيز دور المرأة الثقافي يبرز في مجتمع واعٍ.