تمر عليهم الأيام ما بين جهد الدراسة لنيل الشهادة وبين جمال ولذة حضن العائلة، هكذا هم أبنائنا المبتعثون في مختلف نواحي العالم، يسعون جاهدين لتحقيق الطموح وإن كلّف ذلك الاغتراب لسنوات عدة عن الوطن والعائلة والأصدقاء. ومن قلب أستراليا وتحديداً من مدينة بريسبان وجدنا مجموعة مبتعثين سعوديين يساندون ويعينون بعضهم على الوحدة وخاصة في شهر رمضان والذي به يزداد الشوق لأراضي البلاد، مابين صوت الأذان وتلاوة القرآن والصيام وجمعة الأحباب على مائدة الإفطار. قال إبراهيم السويلم: الصيام في أستراليا ساعاته بشكل تقريبي لا تختلف عن عددها في السعودية، ولكن المختلف حقاً هو إعداد الطعام من سحور وإفطار، والذي نعتمد فيه على أنفسنا هنا، حتى انتهت الملابسات بيننا بوجوب وضع جدول خلال ال 30 يوماً، حيث يلزم كل شخصان بالقيام بتجهيز الوجبات خلال أيامهم المتفق عليها مسبقاً حيث إن عددنا 12 شخصا، وكوننا نسكن بشكل منفصل على ثلاثة مساكن، فنحن نتنقل في كل يوم إلى سكن الواقع عليهم الدور وهذا يشعرنا بالألفة والتلاحم بجانب التغيير عن الروتين المعتاد. وتابع: وفيما يتعلق بما نجيده فغالب ما نركز عليه في وجبة الإفطار القهوة العربية، بالإضافة إلى العصيرات والسمبوسة بمختلف حشواتها، وقد يتخللها البيتزا أو الشطائر، وبالتأكيد قبل دخول الشهر الكريم يرسل لنا من قبل الأهالي التمر القادم من الأحساء ومن القصيم وهذه عادة سنوية منذ ابتعاثنا، وفي وجبة السحور دائماً يكون الأرز بمختلف طرق طهيه هو الطبق الرئيس بجانبه بعض من الخضرة إن وجدت، وكون الإناث يتغلبن علينا في الطهي ويجدن التنوع في الأطباق فقد يرسلن إلينا بعض الأصناف اللاتي أعددنها مع أحد أخوتهن، ولا يخفى على أحد بأننا نفرح بشكل كبير إذا وجدنا الأكلات الشعبية والحلويات ضمن ما أرسلنه إلينا، وما بين الدراسة والتكاليف الجامعية وبين الطهي وجلي الأواني نقضي عدداً من ساعات اليوم، لنختتم يومنا بإعطاء الجسد الراحة في التغذية الروحية، وينتهي بنا المطاف إلى الخلود للنوم، حتى تعلن شمس اليوم التالي بموعد جديد مع يوم رمضاني آخر.