طل رمضان علينا وهلت نسمات الخيرات، كيف لا وهو شهر القرآن والرحمات، يستأنس الناس فيه بالعبادات والطاعات، ويتهادون بحب وإخاء، يكتسون من عراقة هذه الأرض الطيبة، ليعيشوا رمضان زمان بكل تفاصيله، حنين لبساطة الأيام يعلو في هذا الشهر الفضيل، وهنا في المملكة العربية السعودية تجري العادة بالتحلي بالذهب والحلي وارتداء الزِّي التراثي والذي يطلق عليه "دراعة" للنساء بمختلف أعمارهن، كما تحب الأمهات أن يلبس أبناؤهن الصغار "الدقلة" و"طاقية أم جنيه"، ولعلنا شاهدنا إحدى النساء السعوديات التي تتمسك بتراثها؛ ليكون لها هاجساً، فتعلن بذلك انطلاقها في هذا المجال، ولنا قالت المصممة ريما بنت محمد: تربينا على الفخر بكل ما يتعلق بأصلنا وعروبتنا وتراثنا ليحفر بالذاكرة ويدفن بالقلب، فمن لا يتوق لارتداء أزياء من عمق وصلب تراثنا العربي وخاصة السعودي! شاهدت في أعين الزوار مدى اعتزازهن بهذه الأقمشة التي نقشت معها ذكرياتهن، إذ تمحورت فكرة مشروعي بتطوير الزِّي التراثي السعودي ليواكب عصرنا الحالي ولكن من دون المساس أو التشويه له، وبفضل الله لاقيت الكثير من الكلمات المشجعة من مختلف الأعمار بل كن يأخذن مني كميات والسعادة عارمة لديهن ويعددنا: "هذا لمحمد وهذا لفاطمة"، وأنا أعتقد بأن الجميع يحب وينتظر رمضان وأجواءه، جمعة الأهل والأصدقاء، الزِّي والأماكن الشعبية، الخيام والمجالس المشابهة لبيوت الطين، الأكلات الشعبية، كل هذا يشعر الشخص وكأنه يعيش في غير زمانه ولكنه مع ذلك يتلذذ بخوض تجربة المكوث والارتداء والأكل الشعبي الأصيل، ولعل ما أطمع إليه هو سكب هذا الحب لأبنائنا وبناتنا الصغار ليُحفظ هذا التاريخ الفريد ولا ينسى أو يجهل، أنا هنا أشارك، ولدي هدف إيصال هذا التاريخ للأجيال القادمة، فكل تركيزي يَصب لهم، فهم ذخرنا ومستقبلنا، وكلي سعادة بقولي إننا نعيش كل عام ونجد أفكاراً تذهل الصغار عن ماضي هذه البلاد الطيبة، فهنيئاً لنا ولهم العيش في أرض الحرمين، ودامت مملكتنا الحبيبة تنعم بالعز والرخاء، وأعاده الله عَلينا وعلى المسلمين بالبركات، وكل عام ورمضان جامع لنا معطاء كريم. حتى العبايات أصبحت تصمم على أشكال تراثية