عندما يشاهد الجمهور فنانة تتمتع بخصال مميزة، تقع في فخ مواقع التواصل كالسيدة هند البلوشي، فلا مفر من استياء الجمهور وإثارة ما حدث عنها مؤخرا، سواء بالسلب أو الإيجاب، لكن هذه الإثارة تطلق شعوراً حزينا، يعزز ما يُقال سابقا: «بأن زواجات أهل الفن معظمها فاشل»، في غالب الأمر ليست حقيقة، لكن يصدقها الأغلبية ولا يلامون على ذلك، نظراً لما يحدث أمام الرأي العام طوال الوقت من أمور مشابهة. إن كثرة الأحداث والأخبار التي تولد من غير قصد، تأتي بمخاوف مجتمعية على مستوى الوطن العربي من سيرة الزواجات، ففي البداية كان الجميع يعتبر أن الفشل يلاحق أهل الفن فقط، لكن مع الوقت وكثرة تداول هذه الأخبار أصبح الطلاق هاجساً يلاحق الجميع ويتخوفون منه. الفنانون دائماً ما يشعرون بالوحدة، هذا واقع يعرفه من يعمل داخل هذا الوسط ويحتك بالعاملين ويتحدث معهم، سبب هذا الشعور هو أن النجاح والجماهيرية يولدان احتياجا حقيقيا لهؤلاء النجوم، لا يستطيعون أخذ هذا الجمهور معهم لحياتهم العادية، وكل ما يشاركونه معه من أحداث لا يمثل جزءا كبيرا من حياتهم الخاصة، هذا الاحتياج يتسبب في اندفاع كبير تجاه أي مشاعر تنبض حولهم، لا يفكرون في مدى منطقيته، احتياجهم يدفعهم للقبول والتعاطي مع هذه المشاعر، التي غالباً ما تكون غير مناسبة. عندما يعلق أحدهم على علاقة يمر بها نجم معين بأنها لا تناسبه، هو لا يعرف أن النجوم غالباً لا يتقرب منهم سوى من لا يناسبهم، لأن الجيدين يعتقدون أن النجوم منالهم صعب فلا يفكرون بعمل خطوة للأمام، بينما الضعفاء ليس لديهم ما يخسرونه ولذلك هم أكثر جرأة في التقرب من النجوم أو المشاهير، ربما لأنه لا يخاف من الرفض كونه معتاداً عليه، بينما النجم لا ينظر للأمر بهذه الطريقة، لكنه يصدقه ويتقبله ويتعامل معه وكأنه حقيقة. لذا، يقع النجم في فخ المشاعر المزيفة لوقت قبل أن يعي حجم الخطر الذي طاله، فيبدأ في محاولة الابتعاد التي أحياناً تكون صعبة أو شبه مستحيلة كون الطرف الآخر هو المستفيد الأكبر من الموضوع ولن يضحي به بسهولة، حتى يفقد النجم توازنه فتصدر منه بعض التصرفات، كالتي رأينا هند البلوشي تفعلها رغماً عنها، فالمتحكم الرئيس بما فعلته كان حجم شعورها بالانهزام والانكسار. القسوة التي نتعاطى معهم هي ما توصلهم لذلك أحياناً، بالإضافة لقسوة الطرف الآخر التي توقظ لدى النجم الشعور بالغضب والرغبة في الدفاع عن نفسه وسمعته، دون أن يدرك أن كل هذا ما هو إلا أسلوب خاطئ لن يعيد له أي شيئا مما خسره فعلاً وفي العلن. ما يحتاجه الفنان بشكل فعلي من جمهوره هو أن يذكره فقط «فنان يستحق كل الحب»، بغض النظر عما يمر به في حياته الشخصية، فحياة الفنان ليست السبب الرئيس في هذا الحب الذي نشأ بينه وبين الجمهور بل أعماله التي يقدمها. ادعموا الفنان حتى يستعيد ثقته ويعيد توازنه، بعد خذلان لأنه بالنهاية فنان جيد.. وهند كذلك جيدة.