يواصل المعارضون للانقلاب العسكري التظاهر الأحد في بورما، رغم القمع القاسي الذي تمارسه قوات الأمن، والذي أسفر عن أكثر من 700 قتيل مدني، منذ انقلاب الأول من فبراير، بينهم 82 قتيلاً الجمعة فقط في باغو شمال شرق رانغون. وفي ماندالاي، ثاني مدن البلاد، انفجرت قنبلة صباح أمس الأحد أمام الفرع الرئيس لمصرف مياوادي الذي يملكه الجيش، ما تسبب بإصابة حارس أمني، بحسب ما أفادت وسائل إعلام محلية. ويتعرض المصرف وهو السادس في البلاد، منذ الانقلاب لحركة مقاطعة على غرار شركات كثيرة يسيطر عليها الجيش، وكذلك لضغوط من جانب الزبائن لسحب أموالهم. وأدى قمع التظاهرات إلى مقتل 701 شخص، منذ أن طرد الجيش من السلطة الزعيمة المدنية أونغ سان سو تشي، والتي لا تزال محتجزة في مكان سرّي، بحسب تعداد أجرته جمعية دعم السجناء السياسيين. وتتحدث المجموعة العسكرية الحاكمة من جهتها، عن 248 قتيلاً، بحسب ما قال المتحدث باسمها الجمعة. وأوضحت جمعية دعم السجناء السياسيين السبت، أن عدد المعارضين للانقلاب الذين قُتلوا في اليوم السابق على أيدي قوات الأمن في مدينة باغو (65 كلم نحو شمال شرق رانغون) يبلغ 82. وأكد مكتب الأممالمتحدة في بورما السبت أنه يتابع الوضع عن كثب في باغو. وكتب في تغريدة "نطالب قوات الأمن بالسماح للفرق الطبية بمعالجة الجرحى". وتتواصل التظاهرات رغم كل شيء، خصوصاً في ماندالاي وميكتيلا، حيث تظاهر طلّاب جامعيون وأساتذتهم في الشوارع صباح الأحد، بحسب وسائل إعلام محلية. وحمل بعضهم بشكل رمزي أزهار قرنفل التي تُعتبر رمزاً "للانتصار". في ضاحية أوكالابا الجنوبية قرب رانغون، حمل محتجّون لافتة كُتب عليها "سنحقق الانتصار، سننجح". ويتمّ التداول بدعوة في كافة أنحاء البلاد للتظاهر على أضواء المصابيح. ووقعت صدامات دامية السبت في تامو، قرب الحدود مع الهند، عندما حاول الجيش تفكيك متاريس أقامها متظاهرون لحماية أحيائهم. وأطلق الجيش الرصاص الحيّ ما تسبب بمقتل مدنيين اثنين، بحسب شاهدة عيان. وأضافت أن متظاهرين ردوا بإلقاء عبوة ناسفة على شاحنة عسكرية ما تسبب بمقتل 12 جندياً. وقالت الشاهدة لوكالة الأنباء الفرنسية: "نخشى الآن من الانتقام"، مضيفة أن سكان تامو يكافحون "لإنهاء الديكتاتورية". وأثارت أعمال العنف غضب جزء من فصائل اتنية مسلّحة يبلغ عددها عشرين في البلاد. في ولاية شان، هاجم جيش التحرير الوطني (تانغ) مركزاً للشرطة، وفق ما ذكر البريجادير جنرال في التنظيم المتمرد تار بهون كياو الذي رفض الإدلاء بمزيد من التفاصيل. وذكرت وسائل إعلام محلية، أن عشرات من عناصر الشرطة قتلوا في العملية التي أشعل خلالها المتمردون النار في مركز للأمن. ورد الجيش بضربات جوية، ما أسفر عن مقتل متظاهر واحد على الأقل، وفق جيش التحرير الوطني (تانغ). وذكر التلفزيون الرسمي أن "مجموعات مسلحة إرهابية" هاجمت مركزاً للشرطة بالأسلحة الثقيلة، مضرمةً النار فيه. في هبان، عاصمة ولاية كارن، قُتل شخصان وأُصيب آخر بجروح أثناء مواجهات السبت مع قوات الأمن، وفق ما أفادت صحيفة "مياوادي" الحكومية. على خطّ موازٍ، أفادت وسائل إعلام رسمية الجمعة، عن إصدار محكمة عسكرية حكماً بالإعدام على 19 شخصاً، 17 منهم غيابياً، بتهم سرقة أو قتل. وأُلقي القبض عليهم في حي أوكالابا نورث الفقير في ضاحية رانغون، إحدى المناطق الستّ التي تخضع إلى الأحكام العرفية في هذه المدينة. وتفرض هذه الأحكام أن تتمّ محاكمة أي شخص يتمّ توقيفه أمام محكمة عسكرية.