لا سبيل لمواجهة الأفكار الضالة إلا مصادمتها وفضحها، كما هو النهج السليم والسوي الذي تتخذه الدول السيادية الكبرى التي لا تُملى عليها الأجندات أو ترضى بأن تكون أراضيها مسرحاً لأحداث مؤسفة معلنة العدائية للوطن وقيادته.. كما يحدث تباعًا في دول لم تتعظ من غدر الإخوان خونة الأوطان.. لم تتبرأ مملكة الوئام والمحبة والسلام من جماعة الإخوان المفلسين وتلفظهم من فراغ! بل صبرت وصبرت عليهم حتى مل الصبر من عدائيتهم لكل ما هو وطني.. فلا بيعة لهم لولي أمر ولا عهد لهم ولا ذمة.. حتى جاء الحسم بتصنيفهم جماعة إرهابية في اليوم السابع من مثل هذا الشهر، شهر مارس من العام 2014 حين أعلنت وزارة الداخلية السعودية في بيان لها أن جماعة الإخوان المسلمين في السعودية وخارجها جماعة إرهابية، وتنظيمات أخرى، وأعلن في البيان تجريم من ينظم إليها أو يمولها أو يؤيدها أو يُبدي التعاطف معها أو يستخدم شعاراتها أو يتواصل معها أو يستخدم ما اعتبره البيان رموزاً للجماعة! ورغم ما يثيرون إلى يومنا هذا من "أذى" للسعودية قيادة وحكومة وشعباً لا يخفى على ذي لُب وبصر وبصيرة.. إن من التآمر وزرع الفتنة والفجور في الخصومة وصولًا إلى النيل من مكتسبات الوطن الذي عاشوا أو مازالوا يعيشون ويرفلون بنعيمه! رغم ذلك؛ كان العلاج "بالصدمة" والمكاشفة العلنية التي كان آخرها غير الأخير يوم 18 نوفمبر 2018م حين أكدت "هيئة كبار العلماء في قبلة المسلمين المملكة العربية السعودية"، في بيان، أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية منحرفة لا تمثل منهج الإسلام، وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفرقة وإثارة الفتنة والإرهاب. الأسبوع المنصرم كانت "المملكة الأردنية الهاشمية" مسرحًا لأحداث مؤسفة تمس لُحمة واستقرار الأردن أسفرت خيوطها الحالكة السواد أن "خونة الأوطان" تواصوا مع معارضة "مرتزقة في الخارج" سعيًا للنيل من استقرار الأردن قيادة ووطناً.. والحمد لله سرعان ما عادت الأمور إلى نصابها الصحيح.. واستعاد الأردن عافيته.. فيما بقي خونة الأوطان ينعمون بدستورية شرعية لا أخال أن يتركوا نهجهم الضال حتى يواجهوا بالمكاشفة كما فعلت المملكة العربية السعودية.. ندرك أن خونة الأوطان في كل مكان وزمان ليس لهم أمان.. ولهم أن يستتروا فتفضحهم خوالجهم كما هي دواخلهم المريضة؛ لكن أن تشاع لهم حرية الحركة كما هي مطلقة العنان في المملكة الأردنية الهاشمية تحت مظلة تشريعية فللأسف سيكون خراجها كمن يربي الأفعى ويطعمها ويقوم على رعاية جحورها! فلا سبيل لمواجهة الأفكار الضالة إلا مصادمتها وفضحها كما هو النهج السليم والسوي الذي تتخذه الدول السيادية الكبرى التي لا تُملى عليها الأجندات أو ترضى بأن تكون أراضيها مسرحاً لأحداث مؤسفة معلنة العدائية للوطن وقيادته كما يحدث تباعًا في دول لم تتعظ من غدر الإخوان خونة الأوطان.. وعلى الرغم من المخاوف التي قد يتركها مثل هذا الإجراء، إلا أن "التجربة الأردنية" في الأسبوع المنصرم باتت أكثر إلحاحًا في وضع النقاط على الحروف واتخاذ التدابير كافة التي لا تمنح "خونة الأوطان" حرية الحركة على أراضيها ومهما بلغت التحديات من تلك المكاشفة فلن تتجاوز ما قاله المولى عز وجل في مثل شأن الخونة: (لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً).. صدق الله العظيم.