أعلنت جمهورية مصر العربية، أمس الاثنين، بدء تعويم سفينة الحاويات البنمية الجانحة EVER GIVEN، بنجاح بعد استجابة السفينة لمناورات الشد والقطر، حيث تم تعديل مسار السفينة بشكل ملحوظ بنسبة 80 %، وابتعاد مؤخر السفينة عن الشط بمسافة 102 متر بدلا من أربعة أمتار. وقد أشاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ب"نجاح" العملية الجارية لإنهاء أزمة السفينة الجانحة في قناة السويس، في تغريدة على "تويتر". وكتب السيسي "نجح المصريون اليوم في إنهاء أزمة السفينة الجانحة بقناة السويس رغم التعقيد الفني الهائل الذي أحاط بهذه العملية من كل جانب". وأضاف الرئيس المصري أن "إعادة الأمور لمسارها الطبيعي بأيد مصرية يطمئن العالم أجمع على مسار بضائعه واحتياجاته التي تمر عبر هذا الشريان الملاحي المحوري". وكانت عدة دول على رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات والصين وألمانيا وفرنسا قد عرضت على مصر المساعدة في حل الأزمة؛ كما قالت واشنطن: إنها مستعدة لإرسال فريق من خبراء البحرية الأميركية للمساعدة. ومنذ اللحظة الأولى، دعمت المملكة مصر في جهودها المبذولة في التعامل مع الحادث العرضي للسفينة الجانحة، وأعربت المملكة عن ثقتها الكبيرة في قدرة الحكومة المصرية على إنهاء الأزمة بخبراتها وإمكاناتها وكفاءاتها المميزة. وتعكس مواقف الأخوة والترابط دائما وقوف كلا البلدين يدا واحدة في الأزمات، حيث تقف المملكة مع شقيقتها مصر بالإمكانات كافة للمساهمة بدعم جهود السلطات المصرية للتعامل مع الحادث وتبعاته وفق ما تقدره الأجهزة المصرية، وعلى مدار الأسبوع المنصرم استمرت المملكة في تواصلها مع الحكومة المصرية الشقيقة، وبذل كل ما يمكن لمساعدة السفن العالقة كافة في البحر الأحمر. وأعربت هيئة قناة السويس عن صادق الامتنان لكل ما تلقته من عروض للمساعدة في هذا الشأن؛ والتي تؤكد على علاقات الصداقة والتعاون التي تربط بين مصر والدول الكبرى. ووجه الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، رسالة طمأنة للمجتمع الملاحي الدولي باستئناف حركة الملاحة مرة أخرى في القناة بمجرد الانتهاء من تعويم السفينة بشكل كامل قريبا وتوجيهها للانتظار بمنطقة البحيرات لفحصها الفني. واستخدم خلال مناورات الشد لتعويم سفينة الحاويات البنمية الجانحة عشر قاطرات عملاقة، تقوم بالعمل من أربعة اتجاهات مختلفة، وشمل توزيع القاطرات خلال المناورات شد مقدمة السفينة في اتجاه الشمال بواسطة كلا من القاطرة "بركة 1" والقاطرة "عزت عادل" بقوة شد 160 طنا لكل منهما، فيما قامت أربع قاطرات بدفع مؤخر السفينة جنوبا وتشمل القاطرتان الجديدتان "عبدالحميد يوسف" و"مصطفى محمود" بقوة شد 70 طنا لكل منهما، والقاطرتان بورسعيد1 وبورسعيد2، كما عملت قاطرتان على شد مؤخر السفينة جنوبا وفي مقدمتهم القاطرة الهولندية APL GUARD بقوة شد 285 طنا، والقاطرة ماراديف، وتشاركت القاطرتان "تحيا مصر1" و"تحيا مصر2" في دفع مقدم السفينة ناحية الشمال. وكانت سفينة حاويات بنمية حمولتها 224 ألف طن ويبلغ طولها 400 متر وعرضها 59 متراً، قد جنحت منذ أسبوع بقناة السويس أثناء طريقها من الصين إلى هولندا، وتسببت في تعطل الممر التجاري الحيوي بين أوروبا وآسيا. وأوضح رئيس هيئة قناة السويس أن سفينة الحاويات البنمية نفسها مرت في وقت سابق من قناة السويس من دون أي مشكلات، كما أن القناة تحملت مراكب أكبر من السفينة الجانحة. وبلغت خسائر القناة بعد أزمة السفينة الجانحة بين 13 و14 مليون دولار يوميا، فضلا عن تكلفة تعويم السفينة التي بلغت ملايين الدولارات، كما أنه مازالت عشرات السفن بينها ناقلات نفط تنتظر عبور القناة. وافتتحت قناة السويس البالغ طولها 139 كيلومترًا في العام 1869م، وتؤمن القناة في الوقت الحالي عبور 10 بالمئة من حركة التجارة البحرية الدولية، وفي العام الماضي فقط استخدمت القناة نحو 19 ألف سفينة، وتعد مصدر دخل حيوي لمصر.