وقعت الحكومة الانتقالية السودانية، ممثلة في رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، والحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، ممثلة في رئيس الحركة الفريق عبدالعزيز الحلو في جوبا، أمس الأحد إعلان مبادئ يشكل الأساس لحل النزاع في السودان. وتم التوقيع بحضور رئيس جنوب السودان الفريق سلفا كير مليارديت، والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيسلي. ووفقا لنص إعلان المبادئ، الذي نقلته وكالة السودان للأنباء (سونا)، فقد تم الاتفاق على "العمل سويا لتحقيق سيادة السودان واستقلاله ووحدة أراضيه" والاعتراف "بتعدد الأعراق والديانات والثقافات" بالبلاد، وضرورة "تحقيق العدالة في توزيع السلطة والثروة بين جميع أبناء شعب وأقاليم السودان، للقضاء على التهميش التنموي والثقافي والديني، واضعين في الاعتبار خصوصية مناطق النزاعات". كما أكد على ضرورة "أن يكون للسودان جيش قومي مهني واحد، يعمل وفق عقيدة عسكرية موحدة جديدة يلتزم بحماية الأمن الوطني وفقًا للدستور، على أن تعكس المؤسسات الأمنية التنوع والتعدد السوداني، وأن يكون ولاؤها للوطن وليس لحزب أو جماعة، كما يجب أن تكون عملية دمج وتوحيد القوات عملية متدرجة، ويجب أن تكتمل بنهاية الفترة الانتقالية وبعد حل مسألة العلاقة بين الدين والدولة في الدستور". واتفق الطرفان على وقف دائم لإطلاق النار عند التوقيع على الترتيبات الأمنية المتفق عليها كجزء من التسوية الشاملة للصراع في السودان. ويأتي الاتفاق بعد سلسلة من الاجتماعات عقدت خلال الشهر الجاري تحت رعاية ميارديت. وينتظر أن تُستأنف المفاوضات خلال الفترة المقبلة في جوبا للوصول لاتفاق سلام شامل. ووصل البرهان إلى جوبا أمس الأول، وكان في استقباله ميارديت. ووقعت الحكومة السودانية اتفاق سلام في أكتوبر الماضي مع عدد من الحركات المسلحة، لكنه لم يشمل حركتين رئيستين هما حركة الحلو التي تسيطر على مناطق واسعة في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وحركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور ذات النفوذ القوي في دارفور. ويأمل مراقبون في أن يؤدي اتفاق سلام شامل إلى نهاية حقيقية لتوترات السودان.