إلى أسرة الصديق الفقيد محمد بن عبدالله الوعيل – رحمه الله –، قال تعالى في كتابه العزيز «إنك ميت وإنهم ميتون»، وقال تعالى «كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون». نعم المصاب الواقع على النفس جلل شديد، كما أن الصوت واسطة التعبير فالقلم بالنسبة لي هو تدفق روحي، وبالنسبة للصديق محمد بن عبدالله الوعيل – رحمه الله، نعم وكما يعرف الجميع أن الحياة مسارب تجعل المرء يقف ليتأمل قدرة الله عز وجل في هذا الكون – وها نحن ندعو لك، اللهم ارحم الفقيد واسكنه فسيح جناتك، اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، اللهم اجعله من الذين يأخذون كتابهم بيمينهم يا رب العالمين. إن من سنن الله عز وجل ابتلاء عباده بالخير والشر، وبالغنى والفقر، وبالصحة والمرض، والحياة والموت، وذلك كله لحكم لا يعملها إلا الله عز وجل وهو القائل: «كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون». فالحمد لله على قضائه وقدره، وله ما أخذ وله ما أعطى، ألا وإن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا على فراقك يا أبو نايف لمحزونون «إنا لله وإنا إليه راجعون». نعم أنت مصاب كل من عرفك، ومصابنا نحن الذين عشنا معك عن قرب سنين وسنين طويلة، ولكن هذه سنة الحياة، «إنا لله وإنا إليه راجعون». لقد استوقفت نفسي قبل كتابة هذه الأسطر المتواضعة، فوجدت النفس ميالة لأن تقول ما منحني الله إياه اتجاه الفقيد الغالي: «لقد دعوت نفسي إلى شكران الجميل، ولكن عزائي الوحيد يشاركني في ذلك الكثير والكثير ممن زاملوا المرحوم». أما أنا شخصيا سوف أظل احتفظ بذكرياتي التي قضيتها مع الفقيد، لكونه أخ لم تلده أمي. وأخيرا ليس لي إلا أن أقول بعد الدعاء له بجنة الخلود إن شاء الله: إن الموت سنة الحياة فقد قال الله تبارك وتعالى لسيد الخلق «إنك ميت وإنهم ميتون» في العزاء لنا جميعا. قبل وفاة المرحوم أهداني أحد إصدارته الذي يحمل عنوان «الساحة 25». وقد عنونه بعبارات تنم عن مدى ما بيننا من أخوة لن ولن يمحوها الزمن والمسافات مهما طالت. ناصر عبدالله البيشي