الحياة الدنيا أيام وليال سرعان ما تنطوي ويطوى معها من شاء الله لهم الرحيل إلى الدار الآخرة؛ قال تعالى: (إنك ميت وإنهم ميتون) سنة سنها الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبدلاً. وفي كل يوم يفارق الناس أحبة لهم من مختلف الأعمار وبمختلف الأسباب ونحن بمحافظة رماح صغاراً وكباراً نساء ورجالاً فقدنا ليلة الثلاثاء الموافق الثاني عشر من رمضان 1433ه أحد أفراد القبيلة الأعزاء إنه الشيخ سعد بن سلامة الأدغم أسكنه الله فسيح جناته - إثر مرض ألم به فأقعده على السرير الأبيض عدد سنين حتى وافاه الأجل. قد مات قوم وماتت مكارمهم وعاش قوم وهم في الناس أموات يقف القلم عاجزاً عن ابراز المشاعر والألسن تردد قوله الله عز وجل (كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور). ليس من السهل التحدث في عجالة عن منافع ومآثر (أبي سلامة) الذي يتسلسل إلى أسرة عريقة عُرفت بالكرم والشجاعة والخصال الحميدة. يقولون سعد مات عز الله رحل رجال وانا أقول سعد ما يعوض برجالي لكن الحكم لله والقضاء يسبق على الآمال عسى الله ينزلك يا أبو سلامة في خير منزالي نسأل الله ان يجعل الفقيد من المرحومين ومن المزحزحين عن النار وهذا ما كان يسأله الذين توافدوا للصلاة عليه واكتظ بهم جنبات جامع الراجحي بالرياض وشيعوا جنازته وشاركوا في دفنه والدعاء له بالثبات وتعزية ذويه في مشهد اجتماعي مهيب يعكس مكانة الفقيد في قلوب الجميع (إنا لله وإنا إليه راجعون). إن القلب ليحزن وان العين لتدمع وإنا على فراقك يا أبا سلامة لمحزونون. ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا عز وجل فسبحان الحي الذي لا يموت.