واصلت مصر جهودها الرامية لإخراج ناقلة حاويات ضخمة تُعطّل منذ الأربعاء حركة الملاحة في قناة السويس، الممرّ التجاري الحيوي بين أوروبا وآسيا، في حادث عرقل حركة النقل البحري العالمي. ومساء الخميس قال الفريق مهاب مميش، مستشار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لمشروعات قناة السويس: إنّ حركة الملاحة في القناة ستُستأنف "في غضون 48 إلى 72 ساعة كحدّ أقصى". وأضاف الفريق مميش الذي أشرف على آخر عملية توسعة لهذا الشريان البحري المزدحم "لديّ خبرة في العديد من عمليات الإنقاذ المماثلة، وبصفتي الرئيس السابق لهيئة قناة السويس فأنا أعرف كلّ شبر من القناة". وأبطأ الحادث الذي وقع ليل الثلاثاء - الأربعاء، عمليات تسليم النفط وسلع تجارية أخرى. وجنحت سفينة "إم في إيفر غيفن" البالغ طولها 400 متر وعرضها 59 متراً وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن، خلال رحلة من الصين متجهة إلى روتردام في الناحية الجنوبية للقناة، قرب مدينة السويس. وافتتحت قناة السويس التي تربط بين البحرين الأحمر والمتوسط في 1869، وأعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في 2015 مشروعا لتطوير القناة يهدف إلى تقليل فترات الانتظار ومضاعفة عدد السفن التي تستخدمها بحلول عام 2023، ولهذه الغاية، كان المصريون حفروا في 2014 مجرى جديدا هو الذي علقت فيه سفينة الحاويات. وتؤمن قناة السويس عبور 10 في المئة من حركة التجارة البحرية الدولية، وتشكّل صلة وصل بين أوروبا وآسيا. جنحت السفينة لتوقف حركة الملاحة بقناة السويس، وهي أحد أكثر ممرات الملاحة ازدحاما في العالم وأقصر طريق لسفن الشحن بين أوروبا وآسيا. * كيف جنحت السفينة؟ * جنحت السفينة "إيفر جيفن" وطولها 400 متر، في وقت مبكر يوم 23 مارس بينما كانت تبحر في اتجاه الشمال من البحر الأحمر صوب البحر المتوسط، حيث انحرفت بميل لتغلق القناة بالعرض. وقالت هيئة قناة السويس في بيان: إن جنوح السفينة "يعود بشكل أساسي إلى انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية نظرا لمرور البلاد بعاصفة ترابية... ما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه السفينة ومن ثم جنوحها". وحين تدخل السفن مجرى قناة السويس يصعد مرشدون على متنها ويوجهونها في قوافل بمساعدة قاطرة واحدة أو اثنتين، وبين حين وآخر يحدث جنوح لسفينة ما لكن سرعان ما يتم إنهاؤه من دون تأثير يُذكر على السفن الأخرى. * لماذا توقفت حركة المرور؟ * السفينة "إيفر جيفن" تغلق الجزء الجنوبي من القناة الذي يسمح بالمرور في اتجاه واحد فقط، وهو ما يعني أنه ليس بوسع سفن أخرى العبور. وافتتحت مصر في عام 2015 ممرا ثانيا ليسمح بحركة مرور متزامنة في الاتجاهين على امتداد 35 كيلو مترا في القناة، لكن التوسعة تقع شمالا بعد المنطقة التي تتسع فيها القناة لتصبح البحيرة المرة الكبرى. وسمحت هيئة قناة السويس لقافلة سفن بدخول القناة من طرفها الشمالي في بورسعيد في 24 مارس على أمل أن يتم تعويم السفينة "إيفر جيفن" قريبا لكن السفن رست في منطقة انتظار البحيرة المرة الكبرى. * ما الذي يجري لتعويم السفينة؟ * تحاول ثمانية زوارق قطر أبرزها القاطرة بركة 1 بقوة شد 160 طنا تحرير السفينة بدفعها وسحبها بعيدا عن ضفتي القناة بمساعدة رافعات السفينة نفسها. وتعمل جرافتان أرسلتهما هيئة قناة السويس على تجريف الأرض عند مقدمة السفينة التي دُفنت في الضفة الشرقية للقناة. وقالت مصادر بحرية محلية إن مياه الصابورة، التي تستخدم للمساعدة في حفظ اتزان السفن، تم تفريغها من "إيفر جيفن" وسط جهود إعادة تعويمها. * ما المحاولات الأخرى التي يمكن القيام بها؟ * عينت الشركة المالكة للسفينة فريقي إنقاذ من شركتي شميت شالفيدج الهولندية، ونيبون سالفدج اليابانية للمساعدة في "وضع خطة أكثر فعالية" لتعويم "إيفر جيفن". وقال مارتن شوتيفير، المتحدث باسم شركة بوسكاليس، التي تتبعها شركة شالفيدج: إنه يمكن نشر سفن إضافية إلى جانب القاطرات لكن ستكون هناك حاجة لحساب مقدار القوة التي يمكن استخدامها من دون الإضرار بسفينة الحاويات. ومن بين الخيارات الأخرى التجريف أسفل السفينة وتفريغ حمولتها من الحاويات، مع أن مصادر في مجال الشحن تقول إن إنزال الحمولة قد يكون عملية لوجستية طويلة ومعقدة نظرا لحجم السفينة ووضعها. جنوح السفينة أوقف حركة الملاحة في القناة «أ ف ب» جنحت السفينة لتوقف حركة الملاحة بقناة السويس «رويترز» السفينة «إيفر جيفن» طولها 400 متر وعرضها 59 متراً «رويترز» صورة جوية لطريقة إغلاق سفينة الحاويات قناة السويس «أ ف ب»