منذ انطلاق عاصفة الحزم لقوات التحالف في 25 مارس 2015م وذلك بغطاء أممي غايته دعم شرعية حكومة الرئيس اليمني عبد ربه هادي وردع النشاط العسكري لمليشيا الحوثي الموالية لإيران.. والمملكة في قيادتها لقوات التحالف تمسك عصا "التوازن" في التعامل مع النظام الايراني عبر توجيه ضربات جوية نوعية متحملة العبء الاكبر لوجيستيا وماديًا وعسكريًا لانقاذ الجار العربي المسلم من التدخل السافر لايران عبر ذراعها الرئيسية في اليمن القبيح عبدالملك الحوثي الذي ارتضى أن يكون دُمية في يد الاجانب ضد وطنه اليمن! ذلك التوازن لمن يسبر غور "التوازنات العسكرية" للتعامل مع ميليشيا تقتات باسم الشعب اليمني بعد أن احتلت عمليًا العاصمة صنعاء وفرضت على الحكومة الشرعية والشعب اليمني سياسة "الامر الواقع" كانت تفرض بذلك واقعًا زاد من أمد الحرب على تلك الميليشيا. والحقيقة أن المملكة العربية السعودية اتبعت كل الاجراءات الممكنة من التحلي بالصبر والضرب لاهداف عسكرية حيوية توجع "جماعة ايران في اليمن" دون المساس بما يضر البنى التحتية والمنشآت المدنية لمن يرزحون تحت احتلال الحوثي في كافة مواقعه الجغرافية التي بسط سلطته عليها بخيانات لا تخفى على القيادة السعودية التي مازالت تتحلى بالصبر والحكمة في التعامل مع الملف اليمني المعقد عسكريا وحيويا ولوجيستيا رغم صعوبة التضاريس الجغرافية الطبيعية التي زادت من أمد الحرب حتى يومنا هذا. لكن التجاوزات "الحوثية الايرانية" بتوجيه الصواريخ البالستية الايرانية ومساراتها وطائراتها بدون طيار لالحاق الضرر بالاقتصاد السعودي ومن ثم العالمي كانت النقطة الفاصلة عمليًا بين "اختبار مزيد من الصبر السعودي والعالمي إزاء تلك التطورات التي أدانتها كل دول العالم مما أعطى الحق للسعودية في الضرب بيد من حديد على تلك المواقع التي تُطلق الصواريخ والمخازن البالستية وغيرها.. وهو الامر الذي أبهر العالم ليل السبت الماضي حين حولت القوات السعودية الدفاعية تلك المواقع العسكرية الى رماد تذروه الرياح وسط ابهار عالمي لقوى الردع السعودية الباسلة. في الختام نقول ونؤكد على أرض الواقع بإمكان المملكة العربية السعودية وبقوتها العسكرية منفردة بعد الله جل في عُلاه على محو الحوثي ومرتزقة ايران من على الخارطة تماما.. وهي الرسالة التي قالت بكل وضوح "لا تختبروا صبر السعودية" فما مضى ليس كما هو آت.. وقد أعذر من أنذر!